Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 52-52)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَّ يَحِلُّ } وقرىء التذكير ، لأنّ تأنيث الجمع غير حقيقي ، وإذا جاز بغير فصل في قوله تعالى { وَقَالَ نِسْوَةٌ } يوسف 30 كان مع الفصل أجوز { مِن بَعْدِ } من بعد التسع ، لأنّ التسع نصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأزواج ، كما أن الأربع نصاب أمّته منهنّ ، فلا يحل له أن يتجاوز النصاب { وَلاَ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ } ولا أن تستبدل بهؤلاء التسع أزواجاً أخر بكلهنّ أو بعضهنّ ، أراد الله لهنّ كرامة وجزاء على ما اخترن ورضين . فقصر النبيّ صلى الله عليه وسلم عليهنّ ، وهي التسع اللاتي مات عنهنّ عائشة بنت أبي بكر ، حفصة بنت عمر ، أمّ حبيبة بنت أبي سفيان ، سودة بنت زمعة ، أمّ سلمة بنت أبي أمية ، صفية بنت حيي الخيبرية ، ميمونة بنت الحرث الهلالية ، زينب بنت جحش الأسدية ، وجويرية بنت الحرث المصطلقية ، رضي الله عنهنّ . من في { مِنْ أَزْوَاجٍ } لتأكيد النفي ، وفائدته استغراق جنس الأزواج بالتحريم . وقيل معناه لا تحلّ لك النساء من بعد النساء اللاتي نصّ إحلالهنّ لك من الأجناس الأربعة من الأعرابيات والغرائب ، أو من الكتابيات ، أو من الإماء بالنكاح ، وقيل في تحريم التبدل هو من البدل الذي كان في الجاهلية كان يقول الرجل للرجل بادلني بامرأتك وأبادلك بامرأتي ، فينزل كل واحد منهما عن امرأته لصاحبه . ويحكى 901 أنّ عيينة بن حصن دخل على النبيّ صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة من غير استئذان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا عيينة ، أين الاستئذان " ؟ قال يا رسول الله ، ما استأذنت على رجل قط ممن مضى منذ أدركت ، ثم قال من هذه الجميلة إلى جنبك ؟ فقال صلى الله عليه وسلم " هذه عائشة أمّ المؤمنين " قال عيينة أفلا أنزل لك عن أحسن الخلق ؟ فقال صلى الله عليه وسلم " إنّ الله قد حرّم ذلك " ، فلما خرج قالت عائشة رضي الله عنها من هذا يا رسول الله ؟ قال " أحمق مطاع ، وإنه - على ما ترين - لسيد قومه " وعن عائشة رضي الله عنها 902 ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحلّ له النساء ، يعني أنّ الآية قد نسخت . ولا يخلو نسخها إما أن يكون بالسنة ، وإما بقوله تعالى { إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوٰجَكَ } وترتيب النزول ليس على ترتيب المصحف { وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ } في موضع الحال من الفاعل ، وهو الضمير في { تَبَدَّلُ } لا من المفعول الذي هو { مِنْ أَزْوَاجٍ } لأنه موغل في التنكير ، وتقديره مفروضاً إعجابك بهنّ . وقيل هي أسماء بنت عميس الخثعمية امرأة جعفر بن أبي طالب ، والمراد أنها ممن أعجبه حسنهنّ ، واستثنى ممن حرم عليه الإماء { رَقِيباً } حافظاً مهيمناً ، وهو تحذير عن مجاوزة حدوده وتخطي حلاله إلى حرامه .