Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 7-8)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ و } اذكر حين { وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ ٱلنَّبِيّيْنَ } جميعاً { مِيثَـٰقَهُمْ } بتبليغ الرسالة والدعاء إلى الدين القيم { وَمِنْكَ } خصوصاً { وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى } وإنما فعلنا ذلك { لِّيَسْأَلَ } الله يوم القيامة عند تواقف الأشهاد المؤمنين الذين صدقوا عهدهم ووفوا به ، من جملة من أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى { عَن صِدْقِهِمْ } عهدهم وشهادتهم ، فيشهد لهم الأنبياء بأنهم صدقوا عهدهم وشهادتهم وكانوا مؤمنين . أو ليسأل المصدقين للأنبياء عن تصديقهم . لأن من قال للصادق صدقت ، كان صادقاً في قوله . أو ليسأل الأنبياء ما الذي أجابتهم به أممهم . وتأويل مسألة الرسل تبكيت الكافرين بهم ، كقوله { أأنْتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِى وَأُمّىَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ } المائدة 116 . فإن قلت لم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم على نوح فمن بعده قلت هذا العطف لبيان فضيلة الأنبياء الذين هم مشاهيرهم وذراريهم ، فلما كان محمد صلى الله عليه وسلم أفضل هؤلاء المفضلين قدم عليهم لبيان أنه أفضلهم ، ولولا ذلك لقدم من قدمه زمانه . فإن قلت فقد قدم عليه نوح عليه السلام في الآية التي هي أخت هذه الآية ، وهي قوله { شَرَعَ لَكُم مّنَ ٱلِدِينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحاً وَٱلَّذِى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } الشورى 13 ثم قدم على غيره . قلت مورد هذه الآية على طريقة خلاف طريقة تلك ، وذلك أنّ الله تعالى إنما أوردها لوصف دين الإسلام بالأصالة والاستقامة فكأنه قال شرع لكم الدين الأصيل الذي بعث عليه نوح في العهد القديم ، وبعث عليه محمد خاتم الأنبياء في العهد الحديث ، وبعث عليه من توسط بينهما من الأنبياء المشاهير . فإن قلت فما المراد بالميثاق الغليظ ؟ قلت أراد به ذلك الميثاق بعينه . معناه وأخذنا منهم بذلك الميثاق ميثاقاً غليظاً . والغلظ استعارة من وصف الأجرام ، والمراد عظم الميثاق وجلالة شأنه في بابه . وقيل الميثاق الغليظ اليمين بالله على الوفاء بما حملوا . فإن قلت علام عطف قوله { وَأَعَدَّ لِلْكَـٰفِرِينَ } ؟ قلت على أخذنا من النبيين ، لأن المعنى أن الله أكد على الأنبياء الدعوة إلى دينه لأجل إثابة المؤمنين . وأعد للكافرين عذاباً أليماً . أو على ما دل عليه { لِّيَسْأَلَ ٱلصَّـٰدِقِينَ } كأنه قال فأثاب المؤمنين وأعد للكافرين .