Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 12-14)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

« بل عجبت » من قدرة الله على هذه الخلائق العظيمة و هم { يسخرون } منك ومن تعجبك وما تريهم من آثار قدرة الله ، أو من إنكارهم البعث وهم يسخرون من أمر البعث وقرىء بضم التاء ، أي بلغ من عظم آياتي وكثرة خلائقي أني عجبت منها ، فكيف بعبادي وهؤلاء بجهلهم وعنادهم يسخرون من آياتي أو عجبت من أن ينكروا البعث ممن هذه أفعاله ، وهم يسخرون ممن يصف الله بالقدرة عليه . فإن قلت كيف يجوز العجب على الله تعالى ، وإنما هو روعة تعتري الإنسان عند استعظامه الشيء ، والله تعالى لا يجوز عليه الروعة ؟ قلت فيه وجهان ، أحدهما أن يجرد العجب لمعنى الاستعظام ، والثاني أن يتخيل العجب ويفرض . وقد جاء في الحديث 945 " عجب ربكم من ألكم وقنوطكم وسرعة إجابته إياكم " وكان شريح يقرأ بالفتح ويقول إنّ الله لا يعجب من شيء ، وإنما يعجب من لا يعلم ، فقال إبراهيم النخعي إنّ شريحاً كان يعجبه علمه وعبد الله أعلم ، يريد عبد الله بن مسعود ، وكان يقرأ بالضم . وقيل معناه قل يا محمد بل عجبت . { وَإِذَا ذُكّرُواْ } ودأبهم أنهم إذا وعظوا بشيء لا يتعظون به { وَإِذَا رَأَوْاْ ءايَةً } من آيات الله البينة كانشقاق القمر ونحوه { يَسْتَسْخِرُونَ } يبالغون في السخرية ، أو يستدعي بعضهم من بعض أن يسخر منها .