Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 83-87)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مِن شِيعَتِهِ } ممن شايعه على أصول الدين وإن اختلفت شرائعهما . أو شايعه على التصلب في دين الله ومصابرة المكذبين . ويجوز أن يكون بين شريعتيهما اتفاق في أكثر الأشياء . وعن ابن عباس رضي الله عنهما من أهل دينه وعلى سنته ، وما كان بين نوح وإبراهيم إلاّ نبيان هود وصالح ، وكان بين نوح وإبراهيم ألفان وستمائة وأربعون سنة . فإن قلت بم تعلق الظرف ؟ قلت بما في الشيعة من معنى المشايعة ، يعني وإن ممن شايعه على دينه وتقواه حين جاء ربه بقلب سليم لإبراهيم ، أو بمحذوف وهو اذكر { بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } من جميع آفات القلوب . وقيل من الشرك ، ولا معنى للتخصيص لأنه مطلق ، فليس بعض الآفات أولى من بعض فيتناولها كلها . فإن قلت ما معنى المجيء بقلبه ربه ؟ قلت معناه أنه أخلص لله قلبه ، وعرف ذلك منه فضرب المجيء مثلاً لذلك { أَئِفْكاً } مفعول له ، تقديره أتريدون آلهة من دون الله إفكاً ، وإنما قدّم المفعول على الفعل للعناية ، وقدّم المفعول له على المفعول به لأنه كان الأهمّ عنده أن يكافحهم بأنهم على إفك وباطل في شركهم . ويجوز أن يكون إفكاً مفعولاً به ، يعني أتريدون به إفكاً . ثم فسر الإفك بقوله { آلِهَةً } مّنَ { دُونِ ٱللَّهِ } على أنها إفك في أنفسها . ويجوز أن يكون حالاً ، بمعنى أتريدون آلهة من دون الله آفكين { فَمَا ظَنُّكُم } بمن هو الحقيق بالعبادة ، لأنّ من كان رباً للعالمين استحق عليهم أن يعبدوه ، حتى تركتم عبادته إلى عبادة الأصنام والمعنى أنه لا يقدر في وهم ولا ظنّ ما يصدّعن عن عبادته . أو فما ظنكم به أي شيء هو من الأشياء ، حتى جعلتم الأصنام له أنداداً . أو فما ظنكم به ماذا يفعل بكم وكيف يعاقبكم وقد عبدتم غيره ؟ .