Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 36-40)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرىء « الريح » والرياح { رُخَاء } لينة طيبة لا تزعزع . وقيل طيعة له لا تمتنع عليه { حَيْثُ أَصَابَ } حيث قصد وأراد . حكى الأصمعي عن العرب أصاب الصواب فأخطأ الجواب . وعن رؤبة أنّ رجلين من أهل اللغة قصداه ليسألاه عن هذه الكلمة ، فخرج إليهما فقال أين تصيبان ؟ فقالا هذه طلبتنا ورجعا ، ويقال أصاب الله بك خيراً { وَٱلشَّيَـٰطِينَ } عطف على الريح { كُلَّ بَنَّاء } بدل من الشياطين { وَءاخَرِينَ } عطف على كل داخل في حكم البدل ، وهو بدل الكل من الكل كانوا يبنون له ما شاء من الأبنية ، ويغوصون له فيستخرجون اللؤلؤ ، وهو أوّل من استخرج الدرّ من البحر ، وكان يقرّن مردة الشياطين بعضهم مع بعض في القيود والسلاسل للتأديب والكف عن الفساد . وعن السدي كان يجمع أيديهم إلى أعناقهم مغللين في الجوامع . والصفد القيد ، وسمي به العطاء لأنه ارتباط للمنعم عليه ، ومنه قول عليّ رضي الله عنه من برّك فقد أسرك ، ومن جفاك فقد أطلقك . ومنه قول القائل غلّ يداً مطلقها ، وأرقّ رقبة معتقها . وقال حبيب إنّ العطاء إسار وتبعه من قال @ وَمَنْ وَجَدَ الإحْسَانَ قَيْداً تَقَيَّدَا @@ وفرقوا بين الفعلين فقالوا صفده قيده ، وأصفده أعطاه ، كوعده وأوعده ، أي { هَـٰذَا } الذي أعطيناك من الملك والمال والبسطة { عَطَاؤُنَا } بغير حساب ، يعني جماً كثيراً لا يكاد يقدر على حسبه وحصره { فَٱمْنُنْ } من المنة وهي العطاء ، أي فأعط منه ما شئت { أَوْ أَمْسِكْ } مفوّضاً إليك التصرف فيه . وفي قراءة ابن مسعود هذا فامنن أو أمسك عطاؤنا بغير حساب ، أو هذا التسخير عطاؤنا ، فامنن على من شئت من الشياطين بالإطلاق ، وأمسك من شئت منهم في الوثاق بغير حساب ، أي لا حساب عليك في ذلك .