Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 6-7)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلْمَلأُ } أشراف قريش ، يريد وانطلقوا عن مجلس أبي طالب بعد ما بكتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم بالجواب العتيد ، قائلين بعضهم لبعض { ٱمْشُواْ وَاْصْبِرُواْ } فلا حيلة لكم في دفع أمر محمد { إِنَّ هَذَا } الأمر { لَشَىْءٌ يُرَادُ } أي يريده الله تعالى ويحكم بإمضائه ، وما أراد الله كونه فلا مردّ له ولا ينفع فيه إلا الصبر ، أو إن هذا الأمر لشيء من نوائب الدهر يراد بنا فلا انفكاك لنا منه أو إن دينكم لشيء يراد ، أي يطلب ليؤخذ منكم وتغلبوا عليه . و أن بمعنى أي لأنّ المنطلقين عن مجلس التقاول لا بدّ لهم من أن يتكلموا ويتفاوضوا فيما جرى لهم ، فكان انطلاقهم مضمناً معنى القول ، ويجوز أن يراد بالانطلاق الاندفاع في القول ، وأنهم قالوا امشوا ، أي أكثروا واجتمعوا ، من مشت المرأة إذا كثرت ولادتها . ومنه الماشية ، للتفاؤل ، كما قيل لها الفاشية . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 955 " ضموا فواشيكم " ومعنى { وَاْصْبِرُواْ عَلَىٰۤ ءَالِهَتِكُمْ } واصبروا على عبادتها والتمسك بها حتى لا تزالوا عنها ، وقرىء « وانطلق الملأ منهم امشوا » بغير أن على إضمار القول . وعن ابن مسعود « وانطلق الملأ منهم يمشون أن اصبروا » { فِى ٱلْمِلَّةِ ٱلأَخِرَةِ } في ملة عيسى التي هي آخر الملل لأنّ النصارى يدعونها وهم مثلثة غير موحدة . أو في ملة قريش التي أدركنا عليها آباءنا . أو ما سمعنا بهذا كائناً في الملة الآخرة ، على أن يجعل في الملة الآخرة حالاً من هذا ولا تعلقه بما سمعنا كما في الوجهين . والمعنى إنا لم نسمع من أهل الكتاب ولا من الكهان أنه يحدث في الملة الآخرة توحيد الله . ما { هَـٰذَا إِلاَّ ٱخْتِلَٰقٌ } أي افتعال وكذب .