Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 10-10)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فِى هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا } متعلق بأحسنوا لا بحسنة ، معناه الذين أحسنوا في هذه الدنيا فلهم حسنة في الآخرة . وهي دخول الجنة ، أي حسنة غير مكتنهة بالوصف . وقد علقه السدي بحسنة ، ففسر بحسنة بالصحة والعافية . فإن قلت إذا علق الظرف بأحسنوا فإعرابه ظاهر ، فما معنى تعليقه بحسنة ؟ ولا يصحّ أن يقع صفة لها لتقدمه . قلت هو صفة لها إذا تأخر فإذا تقدم كان بياناً لمكانها فلم يخل التقدم بالتعلق ، وإن لم يكن التعلق وصفاً ومعنى { وَأَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةٌ } أن لا عذر للمفرطين في الإحسان البتة حتى إن اعتلوا بأوطانهم وبلادهم ، وأنهم لا يتمكنون فيها من التوفر على الإحسان ، وصرف الهمم إليه قيل لهم فإن أرض الله واسعة وبلاده كثيرة ، فلا تجتمعوا مع العجز ، وتحوّلوا إلى بلاد أخر ، واقتدوا بالأنبياء والصالحين في مهاجرتهم إلى غير بلادهم ليزدادوا إحساناً إلى إحسانهم وطاعة إلى طاعتهم . وقيل هو للذين كانوا في بلد المشركين فأمروا بالمهاجرة عنه ، كقوله تعالى { أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ ٱللَّهِ وٰسِعَةً فَتُهَـاجِرُواْ فِيهَا } النساء 97 . وقيل هي أرض الجنة . و { ٱلصَّـٰبِرُونَ } الذين صبروا على مفارقة أوطانهم وعشائرهم ، وعلى غيرها . من تجرّع الغصـص واحتمال البلايا في طاعة الله وازدياد الخير { بِغَيْرِ حِسَابٍ } لا يحاسبون عليه . وقيل بغير مكيال وغير ميزان يغرف لهم غرفاً ، وهو تمثيل للتكثير . وعن ابن عباس رضي الله عنهما لا يُهتدى إليه حساب الحساب ولا يُعرف . وعن النبيّ صلى الله عليه وسلم 965 " ينصب الله الموازين يوم القيامة فيؤتى بأهل الصلاة فيوفون أجورهم بالموازين ، ويؤتى بأهل الصدقة فيوفون أجورهم بالموازين . ويؤتى بأهل الحج فيوفون أجورهم بالموازين ، ويؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان ، ويصب عليهم الأجر صباً ، قال الله تعالى { إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّٰبروُنَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } حتى يتمنى أهل العافية في الدنيا أنّ أجسادهم تقرض بالمقاريض مما يذهب به أهل البلاء من الفضل " .