Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 24-25)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَإِن يَصْبِرُواْ } لم ينفعهم الصبر ، ولم ينفكوا به من الثواء في النار ، { وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ } وإن يسألوا العتبى وهي الرجوع لهم إلى ما يحبون جزعاً مما هم فيه لم يعتبوا لم يعطوا العتبى ولم يجابوا إليها ، ونحوه قوله عزّ وعلا { أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ } إبراهيم 21 وقرىء « وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين » أي إن سئلوا أن يرضوا ربهم فما هم فاعلون ، أي لا سبيل لهم إلى ذلك { وَقَيَّضْنَا لَهُمْ } وقدّرنا لهم ، يعني لمشركي مكة يقال هذان ثوبان قيضان إذا كانا متكافئين . والمقايضة المعاوضة { قُرَنَاء } أخداناً من الشياطين جمع قرين ، كقوله تعالى { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } الزخرف 36 فإن قلت كيف جاز أن يقيض لهم القرناء من الشياطين وهو ينهاهم عن اتباع خطواتهم ؟ قلت معناه أنه خذلهم ومنعهم التوفيق لتصميمهم على الكفر ، فلم يبق لهم قرناء سوى الشياطين . والدليل عليه ومن يعش نقيض { ما بين أيديهم وما خلفهم } ما تقدّم من أعمالهم وما هم عازمون عليها . أو ما بين أيديهم من أمر الدنيا واتباع الشهوات ، وما خلفهم من أمر العاقبة ، وأن لا بعث ولا حساب { وَحَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ } يعني كلمة العذاب { فِى أُمَمٍ } في جملة أمم . ومثل في هذه ما في قوله @ إنّ تَكُ عَنْ أَحْسَنِ الصَّنِيعَةِ مَأْ فُوكاً فَفِي آخَرِينَ قَدْ أُفِكُوا @@ يريد فأنت في جملة آخرين ، وأنت في عداد آخرين لست في ذلك بأوحد . فإن قلت { فِى أُمَمٍ } ما محله ؟ قلت محله النصب على الحال من الضمير في عليهم أي حق عليهم القول كائنين في جملة أمم { إِنَّهُمْ كَانُواْ خَـٰسِرِينَ } تعليل لاستحقاقهم العذاب . والضمير لهم وللأمم .