Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 26-28)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرىء « والغوا فيه » بفتح الغين وضمها . ويقال لغى يلغى ، ولغا يلغو واللغو الساقط من الكلام الذي لا طائل تحته . قال من اللغا ورفث التكلم . والمعنى لا تسمعوا له إذا قرىء ، وتشاغلوا عند قراءته برفع الأصوات بالخرافات والهذيان والزمل ، وما أشبه ذلك ، حتى تخلطوا على القارىء وتشوشوا عليه وتغلبوه على قراءته . كانت قريش يوصي بذلك بعضهم بعضاً { فَلَنُذِيقَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } يجوز أن يريد بالذين كفروا هؤلاء اللاغين والآمرين لهم باللغو خاصة ، وأن يذكر الذين كفروا عامة لينطووا تحت ذكرهم . قد ذكرنا إضافة أسوأ بما أغنى عن إعادته . وعن ابن عباس { عَذَاباً شَدِيداً } يوم بدر . و { أَسْوَأَ ٱلَّذِى كَانُواْ يَعْمَلُونَ } في الآخرة { ذَٰلِكَ } إشارة إلى الأسوأ ، ويجب أن يكون التقدير أسوأ جزاء الذين كانوا يعملون ، حتى تستقيم هذه الإشارة . و { ٱلنَّارِ } عطف بيان للجزاء . أو خبر مبتدأ محذوف . فإن قلت ما معنى قوله تعالى { لَهُمْ فِيهَا دَارُ الخُلْدِ } ؟ قلت معناه أن النار في نفسها دار الخلد ، كقوله تعالى { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } الأحزاب 21 والمعنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، وتقول لك في هذه الدار دار السرور . وأنت تعنى الدار بعينها { جَزَاء بما كانوا بآياتنا يجحدون } أي جزاء بما كانوا يلغون فيها ، فذكر الجحود الذي سبب اللغو .