Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 30-31)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
في مصاحف أهل العراق { فَبِمَا كَسَبَتْ } بإثبات الفاء على تضمين « ما » معنى الشرط . وفي مصاحف أهل المدينة { بِمَا كَسَبَتْ } بغير فاء ، على أنّ ما مبتدأة ، وبما كسبت خبرها من غير تضمين معنى الشرط . والآية مخصوصة بالمجرمين ولا يمتنع أن يستوفي الله بعض عقاب المجرم ويعفو عن بعض . فأمّا من لا جرم له كالأنبياء والأطفال والمجانين ، فهؤلاء إذا أصابهم شيء من ألم أو غيره فللعوض الموفى والمصلحة . وعن النبي صلى الله عليه وسلم 995 " ما من اختلاج عرق ولا خدش عود ولا نكبة حجر إلا بذنب ، ولما يعفو الله عنه أكثر " وعن بعضهم من لم يعلم أن ما وصل إليه من الفتن والمصائب باكتسابه . وأنّ ما عفا عنه مولاه أكثر كان قليل النظر في إحسان ربه إليه . وعن آخر العبد ملازم للجنايات في كل أوان وجناياته في طاعاته أكثر من جناياته في معاصيه ، لأنّ جناية المعصية من وجه وجناية الطاعة من وجوه ، والله يطهر عبده من جناياته بأنواع من المصائب ليخفف عنه أثقاله في القيامة ، ولولا عفوه ورحمته لهلك في أوّل خطوة ، وعن علي رضي الله عنه وقد رفعه 996 « من عفي عنه في الدنيا عفي عنه في الآخرة ومن عوقب في الدنيا لم تثن عليه العقوبة في الآخرة » وعنه رضي الله عنه هذه أرجى آية للمؤمنين في القرآن { بِمُعْجِزِينَ } بفائتين ما قضي عليكم من المصائب { مِن وَلِىٍّ } من متول بالرحمة .