Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 13-16)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذّكْرَىٰ } كيف يذكرون ويتعظون ويفون بما وعدوه من الإيمان عند كشف العذاب { وَقَدْ جَآءَهُمْ } ما هو أعظم وأدخل في وجوب الادّكار من كشف الدخان ، وهو ما ظهر على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الآيات البينات من الكتاب المعجز وغيره من المعجزات ، فلكم يذكروا وتولوا عنه ، وبهتوه بأن عداساً غلاماً أعجمياً لبعض ثقيف هو الذي علمه ، ونسبوه إلى الجنون ، ثم قال { إِنَّا كَاشِفُواْ ٱلْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عآئِدُونَ } أي ريثما نكشف عنكم العذاب تعودون إلى شرككم لا تلبثون غب الكشف على ما أنتم عليه من التضرع والابتهال . فإن قلت كيف يستقيم على قول من جعل الدخان قبل يوم القيامة قوله { إِنَّا كَاشِفُواْ ٱلْعَذَابِ قَلِيلاً } قلتإذا أتت السماء بالدخان تضور المعذبون به من الكفار والمنافقين . وغوثوا وقالوا ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون منيبون ، فيكشفه الله عنهم بعد أربعين يوماً ، فريثما يكشفه عنهم يرتدون لا يتمهلون ، ثم قال { يَوْمَ نَبْطِشُ ٱلْبَطْشَةَ ٱلْكُبْرَىٰ } يريد يوم القيامة ، كقوله تعالى { فَإِذَا جَاءتِ ٱلطَّامَّةُ ٱلْكُبْرَىٰ } النازعات 34 . { إِنَّا مُنتَقِمُونَ } أي ننتقم منهم في ذلك اليوم . فإن قلت بم انتصب يوم نبطش ؟ قلت بما دل عليه { إِنَّا مُنتَقِمُونَ } وهو ننتقم . ولا يصح أن ينتصب بمنتقمون ، لأن « إن » تحجب عن ذلك . وقرىء « نبطش » بضم الطاء . وقرأ الحسن « نبطش » بضم النون ، كأنه يحمل الملائكة على أن يبطشوا بهم البطشة الكبرى . أو يجعل البطشة الكبرى باطشة بهم . وقيل { ٱلْبَطْشَةَ ٱلْكُبْرَىٰۤ } يوم بدر .