Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 9-12)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم ردّ أن يكونوا موقنين بقوله { بَلْ هُمْ فِى شَكّ يَلْعَبُونَ9 } وأن إقرارهم غير صادر عن علم وتيقن ، ولا عن جدّ وحقيقة بل قول مخلوط بهزء ولعب { يَوْمَ تَأْتِى ٱلسَّمَآءُ } مفعول به مرتقب . يقال رقبته وارتقبته . نحو نظرته وانتظرته . واختلف في الدخان فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبه أخذ الحسن أنه دخان يأتي من السماء قبل يوم القيامة يدخل في أسماع الكفرة ، حتى يكون رأس الواحد منهم كالرأس الحنيذ ، ويعتري المؤمن منه كهيئة الزكام ، وتكون الأرض كلها كبيت أوقد فيه ليس فيه خصاص ، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم 1014 " أوّل الآيات الدخان ، ونزول عيسى ابن مريم ، ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر " قال حذيفة يا رسول الله ، وما الدخان ؟ فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية ، وقال " يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوماً وليلة ، أما المؤمن فيصيبه كهيئة الزكمة ، وأما الكافر فهو كالسكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره " وعن ابن مسعود رضي الله عنه خمس قد مضت الروم ، والدخان ، والقمر ، والبطشة ، واللزام . ويروى أنه قيل لابن مسعود 1015 إن قاصاً عند أبواب كندة يقول إنه دخان يأتي يوم القيامة فيأخذ بأنفاس الخلق ، فقال من علم علماً فليقل به ، ومن لم يعلم فليقل الله أعلم ، فإن من علم الرجل أن يقول لشيء لا يعلمه الله أعلم ، ثم قال ألا وسأحدّثكم أنّ قريشاً لما استعصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليهم فقال " اللَّهم اشدد وطأتك على مضر ، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف " فأصابهم الجهد حتى أكلوا الجيف والعلهز ، وكان الرجل يرى بين السماء والأرض الدخان ، وكان يحدّث الرجلُ الرجلَ فيسمع كلامه ولا يراه من الدخان ، فمشى إليه أبو سفيان ونفر معه وناشدوه الله والرحم وواعدوه إن دعا لهم وكشف عنهم أن يؤمنوا ، فلما كشف عنهم رجعوا إلى شركهم { بِدُخَانٍ مُّبِينٍ } ظاهر حاله لا يشك أحد في أنه دخان { يَغْشَى ٱلنَّاسَ } يشملهم ويلبسهم ، وهو في محل الجر صفة لدخان . و { هَـٰذَا عَذَابٌ } إلى قوله { مُؤْمِنُونَ } منصوب المحل بفعل مضمر ، وهو يقولون ، ويقولون منصوب على الحال ، أي قائلين ذلك . { إِنَّا مْؤْمِنُونَ } موعدة بالإيمان إن كشف عنهم العذاب .