Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 17-21)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقرىء « ولقد فتنا » بالتشديد للتأكيد . أو لوقوعه على القوم . ومعنى الفتنة أنه أمهلهم ووسع عليهم في الرزق فكان ذلك سبباً في ارتكابهم المعاصي واقتراقهم الآثام . أو ابتلاهم بإرسال موسى إليهم ليؤمنوا ، فاختاروا الكفر على الإيمان ، أو سلبهم ملكهم وأغرقهم { كَرِيمٌ } على الله وعلى عباده المؤمنين . أو كريم في نفسه ، لأنّ الله لم يبعث نبياً إلا من سراة قومه وكرامهم { أَنْ أَدُّوۤاْ إِلَىَّ } هي أن المفسرة ، لأن مجيء الرسول من بعث إليهم متضمن لمعنى القول لأنه لا يجيئهم إلا مبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله . أو المخففة من الثقيلة ومعناه وجاءهم بأن الشأن والحديث أدّوا إليّ { عِبَادَ ٱللَّهِ } مفعول به وهم بنو إسرائيل ، يقول أدوهم إليّ وأرسلوهم معي ، كقوله تعالى { أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِى إِسْرٰئيلَ وَلاَ تُعَذّبْهُمْ } طه 47 ويجوز أن يكون نداء لهم على أدوا إليّ يا عباد الله ما هو واجب لي عليكم من الإيمان لي وقبول دعوتي واتباع سبيلي ، وعلل ذلك بأنه { رَسُولٌ أَمِينٌ } غير ظنين قد ائتمنه الله على وحيه ورسالته { وَأَن لاَّ تَعْلُواْ } أن هذه مثل الأولى في وجهيها ، أي لا تستكبروا { عَلَى ٱللَّهِ } بالاستهانة برسوله ووحيه . أو لا تستكبروا على نبيّ الله { بِسُلْطَـٰنٍ مُّبِينٍ } بحجة واضحة { أَن تَرْجُمُونِ } أن تقتلون . وقرىء « عت » بالإدغام . ومعناه أنه عائذ بربه متكل على أنه يعصمه منهم ومن كيدهم ، فهو غير مبال بما كانوا يتوعدونهُ به من الرجم والقتل { فَٱعْتَزِلُونِ } يريد إن لم يؤمن لي فلا موالاة بيني وبين من لا يؤمنوا ، فتنحوا عني واقطعوا أسباب الوصلة عني ، أي فخلوني كفافاً لا لي ولا عليّ ، ولا تتعرضوا لي بشركم وأذاكم فليس جزاء من دعاكم إلى ما فيه فلاحكم ذلك .