Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 11-14)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ } لأجلهم وهو كلام كفار مكة ، قالوا عامّة من يتبع محمداً السقاط ، يعنون الفقراء مثل عمار وصهيب وابن مسعود ، فلو كان ما جاء به خيراً ما سبقنا إليه هؤلاء . وقيل لما أسلمت جهينة ومزينة وأسلم وغفار قالت بنو عامر وغطفان وأسد وأشجع لو كان خيراً ما سبقنا إليه رعاء البهم . وقيل إن أمة لعمر أسلمت ، فكان عمر يضربها حتى يفتر ثم يقول لولا أني فترت لزدتك ضرباً ، وكان كفار قريش يقولون لو كان ما يدعو إليه محمد حقاً ما سبقتنا إليه فلانة . وقيل كان اليهود يقولونه عند إسلام عبد الله بن سلام وأصحابه . فإن قلت لا بدّ من عامل في الظرف في قوله { وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُواْ بِهِ } ومن متعلق لقوله { فَسَيَقُولُونَ } وغير مستقيم أن يكون { فَسَيَقُولُونَ } هو العامل في الظرف ، لتدافع دلالتي المضي والاستقبال ، فما وجه هذا الكلام ؟ قلت العامل في إذ محذوف ، لدلالة الكلام عليه ، كما حذف في قوله { فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ } يوسف 15 وقولهم حينئذٍ الآن ، وتقديره وإذ لم يهتدوا به ظهر عنادهم ، فسيقولون هذا إفك قديم ، فهذا المضمر صحّ به الكلام ، حيث انتصب به الظرف وكان قوله { فَسَيَقُولُونَ } مسبباً عنه كما صحَّ بإضمار أنّ قوله { حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ } البقرة 214 لمصادفة حتى مجرورها ، والمضارع ناصبه . وقولهم { إِفْكٌ قَدِيمٌ } كقولهم أساطير الأوّلين { كِتٰبُ مُوسَىٰۤ } مبتدأ ومن قبله ظرف واقع خبراً مقدماً عليه ، وهو ناصب { إِمَاماً } على الحال ، كقولك في الدار زيد قائماً . وقرىء ومن قبله كتاب موسى ، على وآتينا الذين قبله التوراة . ومعنى { إِمَاماً } قدوة يؤتم به في دين الله وشرائعه ، كما يؤتم بالإمام { وَرَحْمَةً } لمن آمن به وعمل بما فيه { وَهَـٰذَا } القرآن { كِتَـٰبٌ مُّصَدِّقٌ } لكتاب موسى . أو لما بين يديه وتقدّمه من جميع الكتب . وقرىء « مصدق لما بين يديه » { لِّسَاناً عَرَبِيّاً } حال من ضمير الكتاب في مصدق ، والعامل فيه مصدق ويجوز أن ينتصب حالاً عن كتاب لتخصصه بالصفة ، ويعمل فيه معنى الإشارة . وجوّز أن يكون مفعولاً لمصدق ، أي يصدق ذا لسان عربي وهو الرسول . وقرىء « لينذر » بالياء والتاء ، ولينذر من نذر ينذر إذا حذر { وَبُشْرَىٰ } في محل النصب معطوف على محل لينذر ، لأنه مفعول له .