Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 9-9)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

البدع ، بمعنى البديع ، كالخف بمعنى الخفيف . وقرىء « بدعا » بفتح الدال ، أي ذا بدع ويجوز أن يكون صفة على فعل ، كقولهم دين قيم ، ولحم زيم كانوا يقترحون عليه الآيات ويسألونه عما لم يوح به إليه من الغيوب . فقيل له { قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مّنَ ٱلرُّسُلِ } فآتيكم بكل ما تقترحونه ، وأخبركم بكل ما تسألون عنه من المغيبات فإنّ الرسل لم يكونوا يأتون إلا بما آتاهم من آياته ، ولا يخبرون إلا بما أوحى إليهم . ولقد أجاب موسى صلوات الله وسلام عليه عن قول فرعون فما بال القرون الأولى ؟ بقوله { عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي } طه 52 { وَمَآ أَدْرِى } لأنه لا علم لي بالغيب ـــ ما يفعل الله بي وبكم فيما يستقبل من الزمان من أفعاله ، ويقدّر لي ولكم من قضاياه { إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىٰۤ إِلَىَّ } وعن الحسن وما أدري ما يصير إليه أمري وأمركم في الدنيا ، ومن الغالب منا والمغلوب . وعن الكلبي قال له أصحابه ـــ وقد ضجروا من أذى المشركين ـــ حتى متى نكون على هذا ؟ فقال ما أدري ما يفعل بي ولا بكم أأترك بمكة أم أومر بالخروج إلى أرض قد رفعت لي ورأيتها ـــ يعني في منامه ـــ ذات نخيل وشجر ؟ وعن ابن عباس ما يفعل بي ولا بكم في الآخرة ، وقال هي منسوخة بقوله { لّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ } الفتح 2 ويجوز أن يكون نفياً للدراية المفصلة . وقرىء « ما يفعل » بفتح الياء ، أي يفعل الله عز وجل . فإن قلت إنّ يفعل مثبت غير منفي ، فكان وجه الكلام ما يفعل بي وبكم . قلت أجل ، ولكن النفي في { وَمَآ أَدْرِى } لما كان مشتملاً عليه لتناوله { مَا } وما في حيزه صح ذلك وحسن . ألا ترى إلى قوله { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلاْرْضِ وَلَمْ يَعْىَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ } الأحقاف 33 كيف دخلت الباء في حيز أنّ وذلك لتناول النفي إياها مع ما في حيزها . وما في ما يفعل يجوز أن تكون موصولة منصوبة ، وأن تكون استفهامية مرفوعة . وقرىء « يوحي » أي الله عز وجل .