Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 25-28)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلشَّيْطَـٰنُ سَوَّلَ لَهُمْ } جملة من مبتدأ وخبر وقعت خبراً لأنّ ، كقولك إنّ زيداً عمرو مرّ به . سوّل لهم سهل لهم ركوب العظائم ، من السول وهو الاسترخاء ، وقد اشتقه من السؤل من لا علم له بالتصريف والاشتقاق جميعاً { وَأَمْلَىٰ لَهُمْ } ومدّ لهم في الآمال والأماني . وقرىء « وأملى لهم » يعني إنّ الشيطان يغويهم وأنا أنظرهم ، كقوله تعالى { إنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ } آل عمران 178 وقرىء « وأملى لهم » على البناء للمفعول ، أي أمهلوا ومدّ في عمرهم . وقرىء « سوّل لهم » ، ومعناه كيد الشيطان زين لهم على تقدير حذف المضاف . فإن قلت من هؤلاء ؟ قلت اليهود كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم من بعد ما تبين لهم الهدى ، وهو نعته في التوراة . وقيل هم المنافقون . الذين قالوا هم اليهود ، والذين كرهوا ما نزل الله المنافقون . وقيل عكسه ، وأنه قول المنافقين لقريظة والنضير لئن أخرجتم لنخرجنّ معكم . وقيل { بَعْضِ ٱلأَمْرِ } التكذيب برسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو بلا إلٰه إلا الله ، أو ترك القتال معه . وقيل هو قول أحد الفريقين للمشركين سنطيعكم في التظافر على عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم والقعود عن الجهاد معه . ومعنى { فِى بَعْضِ ٱلأَمْرِ } في بعض ما تأمرون به . أو في بعض الأمر الذي يهمكم { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ } وقرىء « إسرارهم » على المصدر ، قالوا ذلك سراً فيما بينهم ، فأفشاه الله عليهم . فكيف يعملون وما حيلتهم حينئذٍ ؟ وقرىء « توفاهم » ويحتمل أن يكون ماضياً ، ومضارعاً قد حذفت إحدى تاءيه ، كقوله تعالى { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّـٰهُمُ ٱلْمَلَـئِكَةُ } النساء 97 . وعن ابن عباس رضي الله عنهما لا يتوفى أحد على معصية الله إلا يضرب من الملائكة في وجهه ودبره { ذَلِكَ } إشارة إلى التوفي الموصوف { مَآ أَسْخَطَ ٱللَّهَ } من كتمان نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم . و { رِضْوَانَهُ } الإيمان برسول الله .