Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 27-40)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
السدر شجر النبق . والمخضود الذي لا شوك له ، كأنما خضد شوكه . وعن مجاهد الموقر الذي تثنى أغصانه كثرة حمله ، من خضد الغصن إذا ثناه وهو رطب . والطلح شجر الموز . وقيل هو شجر أم غيلان ، وله نوار كثير طيب الرائحة . وعن السدي شجر يشبه طلح الدنيا ، ولكن له ثمر أحلى من العسل . وعن علي رضي الله عنه أنه قرأ « وطلع » فقال ، وما شأن الطلح ، وقرأ قوله { لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ } ق 10 فقيل له أَوَ تُحوِّلها ؟ فقال آي القرآن لا تهاج اليوم ولا تحوّل . وعن ابن عباس نحوه . والمنضود الذي نضد بالحمل من أسفله إلى أعلاه فليست له ساق بارزة { وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ30 } ممتدّ منبسط لا يتقلص ، كظلّ ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس { مَّسْكُوبٍ } يسكب لهم أين شاؤوا وكيف شاؤوا لا يتعنون فيه . وقيل دائم الجرية لا ينقطع . وقيل مصبوب يجري على الأرض في غير أخدود { لاَّ مَقْطُوعَةٍ } هي دائمة لا تنقطع في بعض الأوقات كفواكه الدنيا { وَلاَ مَمْنُوعَةٍ } لا تمنع عن متناولها بوجه ، ولا يحظر عليها كما يحظر على بساتين الدنيا . وقرىء « فاكهة كثيرة » ، بالرفع على وهناك فاكهة ، كقوله { وَحُورٌ عِينٌ } الواقعة22 { وَفُرُشٍ } جمع فراش . وقرىء « وفرش » بالتخفيف { مَّرْفُوعَةٍ } نضدت حتى ارتفعت . أو مرفوعة على الأسرة . وقيل هي النساء ، لأن المرأة يكنى عنها بالفراش مرفوعة على الأرائك . قال الله تعالى { هُمْ وَأَزْوٰجُهُمْ فِى ظِلَـٰلٍ عَلَى ٱلاْرَائِكِ مُتَّكِئُونَ } يسۤ 56 ، ويدل عليه قوله تعالى { إِنَّا أَنشَأْنَـٰهُنَّ إِنشآءَ35 } وعلى التفسير الأول أضمر لهنّ ، لأنّ ذكر الفرش وهي المضاجع دلّ عليهن { أَنشَأْنَـٰهُنَّ إِنشَاء } أي ابتدأنا خلقهن ابتداء جديداً من غير ولادة ، فإما أن يراد . اللاتي ابتدىء إنشاؤهن أو اللاتي أعيد إنشاؤهن . وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم 1122 أنّ أمّ سلمة رضي الله عنها سألته عن قول الله تعالى { إِنَّا أَنشَأْنَـٰهُنَّ } فقال " يا أم سلمة هنّ اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز شمطا رمصا ، جعلهنّ الله بعد الكبر " { أَتْرَاباً } على ميلاد واحد في الاستواء ، كلما أتاهنَّ أزواجهنّ وجدوهنّ أبكارا فلما سمعت عائشة رضي الله عنها ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت واوجعاه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس هناك وجع " 1123 وقالت عجوز لرسول الله صلى الله عليه وسلم ادع الله أن يدخلني الجنة ، فقال " إنّ الجنة لا تدخلها العجائز " ، فولت وهي تبكي ، فقال عليه الصلاة والسلام " أخبروها أنها ليست يومئذٍ بعجوز " وقرأ الآية { عُرُباً } وقرىء « عربا » بالتخفيف جمع عروب وهي المتحببة إلى زوجها الحسنة التبعل { أَتْرَاباً } مستويات في السن بنات ثلاث وثلاثين ، وأزواجهنّ أيضاً كذلك . وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم 1124 " يدخل أهل الجنة الجنة جرداً مرداً بيضاً جعاداً مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين " واللام في { لأَصْحَـٰبِ ٱلْيَمِينِ38 } من صلة أنشأنا وجعلنا .