Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 2-3)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فإن قلت بم يتعلق الباء في { بِنِعْمَةِ رَبِّكَ } وما محله ؟ قلت يتعلق بمجنون منفياً ، كما يتعلق بعاقل مثبتاً في قولك أنت بنعمة الله عاقل ، مستوياً في ذلك الإثبات والنفي استواءهما في قولك ضرب زيد عمراً ، وما ضرب زيد عمراً تعمل الفعل مثبتاً ومنفياً إعمالاً واحداً ومحله النصب على الحال ، كأنه قال ما أنت بمجنون منعماً عليك بذلك ولم تمنع الباء أن يعمل مجنون فيما قبله ، لأنها زائدة لتأكيد النفي . والمعنى استبعاد ما كان ينسبه إليه كفار مكة عداوة وحسداً ، وأنه من إنعام الله عليه بحصافة العقل والشهامة التي يقتضيها التأهيل للنبوّة ، بمنزلة { وَإِنَّ لَكَ } على احتمال ذلك وإساغة الغصة فيه والصبر عليه { لأجْرًا } لثواباً { غَيْرَ مَمْنُونٍ } غير مقطوع كقوله { عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } هود 108 أو غير ممنون عليك به ، لأنّه ثواب تستوجبه على عملك ، وليس بتفضل ابتداء وإنما تمنّ الفواضل لا الأجور على الأعمال .