Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 74, Ayat: 6-7)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ الحسن « ولا تمنّ » « وتستكثر » مرفوع منصوب المحل على الحال ، أي ولا تعط مستكثراً رائياً لما تعطيه كثيراً ، أو طالباً للكثير نهى عن الاستغزار وهو أن يهب شيئاً وهو يطمع أن يتعوّض من الموهوب له أكثر من الموهوب ، وهذا جائز . ومنه الحديث 1247 " المستغزر يثاب من هبته " وفيه وجهان ، أحدهما أن يكون نهياً خاصاً برسول الله صلى الله عليه وسلم لأنّ الله تعالى اختار له أشرف الآداب وأحسن الأخلاق ، والثاني أن يكون نهى تنزيه لا تحريم له ولأمته وقرأ الحسن « تستكثر » بالسكون . وفيه ثلاثة أوجه الإبدال من تمنن . كأنه قيل ولا تمنن لا تستكثر على أنه من المنّ في قوله عز وجل { ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَآ أَنْفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى } البقرة262 لأنّ من شأن المنان بما يعطي أن يستكثره ، أي يراه كثيراً ويعتدّ به ، وأن يشبه ثرو بعضد ، فيسكن تخفيفاً ، وأن يعتبر حال الوقف . وقرأ الأعمش بالنصب بإضمار « أن » كقوله @ أَلاَ أَيُّهذَا الزَّاجِرِى أحْضُرَ الْوَغَىء @@ وتؤيده قراءة ابن مسعود « ولا تمنن أن تستكثر » ويجوز في الرفع أن تحذف « أن » ويبطل عملها ، كما روي أحضر الوغى بالرفع ، { وَلِرَبّكَ فَٱصْبِرْ } ولوجه الله فاستعمل الصبر . وقيل على أذى المشركين . وقيل على أداء الفرائض . وعن النخعى على عطيتك ، كأنه وصله بما قبله ، وجعله صبراً على العطاء من غير استكثار ، والوجه أن يكون أمراً بنفس الفعل ، وأن يتناول على العموم كل مصبور عليه ومصبور عنه ، ويراد الصبر على أذى الكفار لأنه أحد ما يتناوله العام .