Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 78, Ayat: 17-20)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ كَانَ مِيقَـٰتاً } كان في تقدير الله وحكمه حدّا توقت به الدنيا وتنتهي عنده أو حدا للخلائق ينتهون إليه { يَوْمَ يُنفَخُ } بدل من يوم الفصل ، أو عطف بيان { فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً } من القبور إلى الموقف أمماً كل أمة مع إمامهم . وقيل جماعات مختلفة . وعن معاذ رضي الله عنه أنه سأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال 1262 " يا معاذ ، سألت عن أمر عظيم من الأمور ، ثم أرسل عينيه وقال تحشر عشرة أصناف من أمّتي بعضهم على صورة القردة ، وبعضهم على صورة الخنازير ، وبعضهم منكسون أرجلهم فوق وجوههم يسحبون عليها ، وبعضهم عمياً ، وبعضهم صماً بكماً ، وبعضهم يمضغون ألسنتهم فهي مدلاة على صدورهم يسيل القيح من أفواههم يتقذرهم أهل الجمع ، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم ، وبعضهم مصلبون على جذوع من نار ، وبعضهم أشدّ نتناً من الجيف ، وبعضهم ملبسون جباباً سابغة من قطران لازقة بجلودهم فأما الذين على صورة القردة فالقتات من الناس . وأما الذين على صورة الخنازير فأهل السحت . وأما المنكسون على وجوههم فأكلة الربا ، وأما العمي فالذين يجورون في الحكم ، وأما الصمّ البكم فالمعجبون بأعمالهم ، وأما الذين يمضغون ألسنتهم فالعلماء والقصاص الذين خالف قولهم أعمالهم ، وأما الذين قطعت أيديهم وأرجلهم فهم الذين يؤذون الجيران ، وأما المصلبون على جذوع من نار فالسعاة بالناس إلى السلطان ، وأما الذين هم أشدّ نتناً من الجيف فالذين يتبعون الشهوات واللذات ومنعوا حق الله في أموالهم ، وأما الذين يلبسون الجباب فأهل الكبر والفخر والخيلاء " وقرىء « وفتحت » بالتشديد والتخفيف . والمعنى كثرة أبوابها المفتحة لنزول الملائكة ، كأنها ليست إلا أبواباً مفتحة ، كقوله { وَفَجَّرْنَا ٱلأَرْضَ عُيُوناً } القمر12 ، كأن كلها عيون تتفجر . وقيل الأبواب الطرق والمسالك ، أي تكشط فينفتح مكانها وتصير طرقاً لا يسدّها شيء { فَكَانَتْ سَرَاباً } ، كقوله { فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثّاً } الواقعة 6 . يعني أنها تصير شيئاً كلا شيء ، لتفرّق أجزائها وانبثاث جواهرها .