Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 101-101)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَلَمَّآ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ … } قال الفخر : يحتمل أن يكون التصديق بموافقته لما في التوراة . فرده ابن عرفة بأن التصديق هو نسبة المخبر إلى الصدق فهو من عوارض الخبر ، والتصديق بالصفة مجاز لا حقيقة ، وإنما ينسب للصفة الصدق والتصديق . قوله تعالى : { كِتَابَ ٱللَّهِ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } قال ابن عرفة : كان الفقيه أبو العباس أحمد بن علوان يقول : مقتضى هذا أنهم طرحوه بين أيديهم ، لأن الظهر بالنسبة إلى الوجه خلف ، والوجه بالنسبة إلى الظهر خلف ، فالظهر خلف الوجه ، والوجه خلف الظهر ، وإذا طرحوه وراء ظهورهم لزم أنهم طرحوه أمامهم فلا ذم عليهم . قال ابن عرفة : وأجيب بأن المراد المبالغة في إبعاده عنهم فهم جعلوه وراء الوراء كما جاء في الحديث الصحيح : " مِنْ وَرَاءِ وَرَائِهِمْ " جعلوا للوراء وراء ونبذوه خلف ذلك الوراء وهو أبلغ في كمال النبذ . قلت : والحديث خرجه مسلم في أواخر كتاب الإيمان من أحاديث الشفاعة من رواية ربعي بن خراش عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يجمع الله الناس فيقوم المؤمنون حين تزلف لهم الجنة فيأتون آدم فيقولون : يا أبانا استفتح لنا الجنة فيقول : وهل أخرجكم منها إلا خطيئة أبيكم آدم ؟ لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله ، فيقول إبراهيم : لست بصاحب ذلك ، إنما كنت خليلا من وراء وراء ، اعمدوا إلى موسى عليه السلام الذي كلمه الله تكليما " الحديث بكماله انفرد به مسلم .