Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 10-10)
Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ … } قال ابن عرفة : هذا احتراز لأنه لما أخبر ( عنهم ) أنهم يخادعون الله ، والمخادع على نوعين فالغالب عليه أن يكون صاحب فكر ونظر ودهاء يدبر الأمور التي يخدع بها عدوه ، ومنهم من يخادع على غير أصل وذلك موجب ( الاستهزاء ) به وعلامة على سخافة عقله فأخبر الله تعالى أن المنافقين من القسم الثاني . وقال الطبري : إن في اعتقاد قلوبهم مرضا . قال ابن عرفة : بل المرض في القلوب أنفسها كما قلناه . قوله تعالى : { فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضاً … } الفاء للسبب ( وفيه ) العقوبة على الذنب بذنب أشدّ منه . فإن قلت : هذا مرض واحد والزّيادة عليه إن كانت مثله لزم اجتماع المثلين في المحلّ الواحد وهو باطل كما يمتنع اجتماع الضدّين والنَّقيضين : فأجيب بوجوه : الأول : قال ابن عرفة : إنّما يمتنع ذلك في الواحد بالشّخص وهذا واحد بالنّوع أو بالجنس ، فاشتركا في جنس المرض و ( تغايرا ) في الفصل ( واجتماع الغيرين جائز ) . الثاني : قال ابن عرفة أيضا : الضّمير في زادهم عائد على ذواتهم لا على قلوبهم ، إذ لو كان عائدا على القلوب لقال ( فزادها ) الله مرضا . وهو أولى . فإن نزل المرض بجميع ذواتهم فمحلّ الثاني ( أوسع ) من محلّ المثل الأوّل فصحّت الزّيادة ، ولا يلزم منه اجتماع المثلين إلاّ أن يقال : إنّه على حذف مضاف تقديره فزاد الله قلوبهم ( مرضا ) . الثالث : قال بعض الطّلبة : ذكر الإسفراييني وغيره في صحّة اجتماع المثلين ( أنه ) يخلق جوهرا آخر يكون فيه المثل الآخر زيادة في نعيم المنعّم وعذاب المعذّب . قال ابن عرفة : إنّما ذلك في المثلين حقيقة ، وهذان مختلفان في الفصل بينهم غير أنّ كما تقدم ( لا مثلان ) . قوله تعالى : { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } إما بمعنى مؤلم كقولك " تحية بينهم ضرب وجيع " ، أو بمعنى مؤلَّم ، فيكون الألم حالا ( بالعذاب ) مجازا أو تنبيها على شدّته " مثل . جَدّ جِدّه " - " وشِعْر شَاعر " .