Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 9-9)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ … } قال الزمخشري : ( في ) هذه الجملة إمّا تفسير لما قبلها أو استئناف . قال الإمام ابن عرفة : الفرق بينهما أنه على الأوّل يكونون وَصفوا بأمرين : بعدم الإيمان ( وبالخداع ) . وعلى الثاني وصفوا بعدم الإيمان فكأنّ قائلا يقول : لم حكم عليهم بعدم الإيمان فقيل : لأنّهم يخادعون الله . قال أبو حيّان ما نصّه : ( ( يخادعون ( مستأنفة ) ، أو بدل من ( يقول ) آمنّا ولا موضع لها ، أو حال من فاعل يقول ( فموضعها ) نصب ) ) . قال : وأجاز أبو البقاء كونها حالا من الضمير في المؤمنين . قال : واعترض بأنه يلزم منه نفي الإيمان المقيَّد بالخداع ، وهو فاسد لأن المقيَّد بقيد إذا نفي فله طريقان : إما نفي المقيِّد فقط وإثبات المقيَّد وهو الأكثر ، فيلزم إثبات الإيمان ، ونفي الخداع وهو فاسد . وإما نفيهما معا ( فيلزم ) نفي الإيمان ( والخداع ) وهو فاسد . قال : ومنع أن تكون الجملة حالا من الضمير في آمنّا لأن آمنّا محكي ( بنقول ) فيلزم أن يكونوا أخبروا عن أنفسهم بأنهم يخادعون وهو باطل ، وأيضا فلو كان من قولهم لكان يخادع بالنون ( انتهى ) . وأجاب ابن عرفة بأنك تقول : قال زيد : إنّ عمرا منطلق وهو كاذب ، فالجملة الأخيرة في موضع الحال مع أنها ليست من قول زيد ، ( فلا ) يلزم من ذلك أن يكون { يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ } مقولا لهم بوجه . قلت : وردّ بعضهم هذا بأنّ المعنى يقول : " ءَامنّا " مخادعين الله ( فبالضّرورة ) أنّها من قولهم . قال : وإنّما يتمّ هذا الجواب ( إن ) لو كان " يُخَادِعُونَ " حالا من الضّمير الفاعل في " يَقُولُ " . قال : وقوله يلزم إثبات الإيمان ونفي الخداع ليس كذلك ، لأنّه إنما أخذه من المفهوم . ونحن نقول : لا مفهوم ( له لأنّه مفهوم ) خرج مخرج الغالب ، إذِ الغالب عليهم الخداع ، فلا يوجدون غير مخادعين ، كما ورد : في سائمة الغنم الزّكاة أو يقال : إنّ المفهوم ( منتفي ) بالنص ( على تفسير ) في غير هذه الآية أو معلوم من السّياق . وأورد الزمخشري سؤالا قال : كيف يصحّ وقوع الخديعة بالله مع أنه عالم بكلّ شيء ؟ وكيف صحّ وقوعها ( فيه ) مع أنه يستحيل عليه القبيح ؟ وأجاب ( بأجوبة أحدها ) بأنه ( لمَّا ) نعّمهم في الدّنيا وعصم دماءهم وأموالهم ثمّ عذّبهم في الآخرة ( كان ) ذلك شبه الخديعة . قال : وكذلك المؤمنون ( معهم ) . قال ابن عرفة : لا ( نتصوّر ) الخديعة من المؤمنين لأنهم عصموهم في الدنيا خاصة ، والآخرة لا حكم / لهم ( فيها ) . قيل ( له ) : قد يتصوّر باعتبار أنّهم عالمون بهم ومع هذا ( تركوا ) قتالهم . قال ابن عرفة : وعادتهم يوردون هنا سؤالا وهو أنه عبر عن ( نفيهم ) عن المؤمنين في قوله : { وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ } بالوصف المقتضي ( أعلى ) درجات الفلاح ، ( فدل على اختصار الفلاح فيه ) ، ولو أريد : وما هم بمؤمنين الإيمان الكامل ، للزم عليه حصول بعض الفلاح لهم والغرض ( أنهم ) لم يحصل لهم من شيء ( فإذا ثبت ) أن الفلاح منحصر في مسمى المؤمنين لا في مسمى من آمن ، فهلا قيل : يخادعون الله والمؤمنين ، لأنّ المنافقين يصدق عليهم أنهم ممن آمن ؟ قال : ( والجواب أن المراد الإخبار عنهم بكونهم يخادعون الله تعالى ) وكل من اتصف بمطلق الإيمان حتى أنهم ( يخادعون ) بعضهم فيظن بعضهم في بعض أنه غير منافق فيخادعه والكل منافقون . قوله : { وَمَا يَشْعُرُونَ } . نفى عنهم الشعور ، وهو مبادئ الإدراك . ( فبنفي ) ( مبادئ ) الإدراك ينتفي كل الإدراك من باب أحرى .