Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 158-158)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِ … } . قال ابن عطية : الصفا والمروة جبلان بمكة . قال الجوهري : في الصحاح موضعان بمكة . والصفاء بالمدّ ضد ( الكدرة ) والتغيّر . ابن عطية : والصفا جمع صفاة . ابن عرفة : وجعله أبو حيان اسم جنس وهو الصواب . ابن عطية : وقيل إنه مفرد وجمعه صفى وأصفاء ، وهي الصخرة العظيمة . قال الراجز : ( كأن منبته من النفي مواقع الطير على الصفا ) وقيل : من شرط الصفا البياض والصلابة وشرط الجوهري فيه الملوسة ولم يشترط الصلابة . ابن عطية : والمروة واحدة المرو ، وهي الحجارة الصغار التي فيها لين ومنه قولهم ( ذكيتها بمروْة ) . ابن عرفة : الصواب العكس لأن التذكية إنما تأتي بالصلب لا باللين . ابن عطية : ومنه قول ( الأمين أخرجني ) فإن قتلني بمروة قتلته بمروة . ابن عرفة : الأمين والمأمون ولدا هارون الرشيد وكان الأمين أراد أن ( يغدر ) أخاه المأمون فقال هذه المقالة . الجوهري : الصفا والمروة علمان للجبلين كالصمان والمقطم . الجوهري : الصّمان جبل قرب ( الرملة ) بالشام والمقطم جبل بمصر . أبو حيان : فالألف واللاّم فيهما زائدة كزيادتهما في الاسم العلم ، وقيل للغلبة كالنجم والثريا . ابن عرفة : فرق بينهما بأنّ التي للغلبة يمتنع إسقاطها فلا تقول : صفا ومروة ، وتريد هذين الموضعين والزائدة يصح إسقاطها . ابن عطية : والشعائر جمع شعيرة وهي العلامة أي من أعلام ( مناسكه ) ومتعبداته ، أي من معالمه ومواضع عبادته . ابن عرفة : أي عباداته الخاصة المؤقتة وإلا فكلّ مسجد من ( مواضع ) عباداته ، فالمراد من معالمه التي وقّتها الشارع لهذه العبادة الخاصة . ابن عرفة : وعلى هذا لا يحتاج إلى ما قال أبو حيان إن الآية على حذف مضاف ( لأن ) . المعنى : أن الصفا والمروة بعض ( مواضع ) عبادة الله إلاّ على تأويل ، ذكره مختصرا . ابن الخطيب : المراد من عبادة الله فيحتاج أن يقال إن طواف الصفا والمروة . واحتج بعض الأصوليين بالآية مع حديث " إبدؤوا بما بدأ الله به " على أنّ الواو تفيد الترتيب . وقال الآخرون : لو كانت تفيد الترتيب لما سألوه وهم عرب فصحاء ، والصواب أنّها لا تقتضيه ولا ( تنافيه ) لكن يحتج بها على ترجيح تقديم ما قدمه الشارع في لفظه . وقرىء " أَنْ لاَ يَطُوف بِهِمَا " . أبو حيان : لا فرق بين ذكر " لا " وإسقاطها والمعنى واحد . ابن عرفة : بل مختلف كقولك : لاجناح عليك أن تصلي العصر عند الغروب ولا جناح عليك أن لا تصليها عند الغروب . ابن عطية : وليس المقصد إباحة الطواف للحاج وإنما المقصد زوال ما وقع فى نفوسهم من كراهة الطواف بهما . واختلف في أصل ذلك كيف كان ؟ فروي أن الجن كانت تطوف بهما فى الجاهلية ( فتحرج ) المسلمون ( من الطواف ) بينهما لذلك . وروي عن عائشة : أن الأنصار كانوا يهلون لمناة التي بالمشلل ( حذو ) ( قُدَيْد ) ويعظمونها فكانوا ( لا يطوفون ) حذو أساف ولا نائلة إجلالا لتلك . فلما جاء الإسلام ( تحرجوا ) فنزلت الآية . ابن عرفة : هذا لا يناسب ولا يليق بالمؤمنين أن يفعلوه . ابن عطية : وعن الشعبي أنهم كانوا يطوفون بهما معتقدين ذلك ( السعي ) إجلالا لأساف ونائلة وهما صنمان فتحرج المسلمون من ذلك فنزلت الآية . ابن عرفة : هذا صواب .