Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 204-204)
Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ … } . حكى ابن عطية في سبب نزولها ثلاثة أوجه : إمّا أنها عامة في كل من أبطن الكفر وأظهر الإسلام ، وإما أنّها خاصة بقوم من المنافقين تكلَّموا في قوم من المؤمنين استشهدوا في غزوة الرجيع . وإما أنها خاصة بالأخنس بن ( شريق ) . قال أبو حيان : و " من " إما موصولة بمعنى الذي أو نكرة موصوفة . قال ابن عرفة : إعرابها نكرة مناسب للقول بعموم الآية في كل منافق ، وإعرابها موصولة مناسب للقولين الآخرين لأجل العهد الذي في الصلة فيقتضي تقدم معهود على ( الخصوص ) ويكون تعجبك ماضيا في المعنى ( أي ) بلفظ المضارع للتصوير والتحقيق كأنه مشاهد وعلى العموم فهو مستقبل حقيقة . قوله تعالى : { فِي ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا } . إما متعلق بـ " يعجبك " أو بـ " قَوْلُهُ " . وعادتهم يوردون عليه سؤالا وهو أنه إن تعلق بـ " يعجبك " كان الكلام غير مفيد لأنه معلوم لأن الإعجاب منه إنما هو في الدنيا ، ولا يقع في الآخرة فهو تحصيل الحاصل ، وإن تعلق بـ " قَوْلُهُ " فإما أن يراد نفس قوله أو متعلقه ، فمتعلقه إنّما هو في الآخرة لا في الدنيا لأن ( محصول ) ذلك القول ( الإسلام ) وهو أمر أخروي لا دنيوي . وإن أريد نفس " قَوْلُهُ " فذلك القول إنما وقع منه في الدنيا ونحن نعلم ذلك من غير حاجة إلى الإعلام به فيرجع إلى تحصيل الحاصل . قال : فالجواب أنه على حذف مضاف ، أي يعجبك قوله في شأن الحياة الدنيا ، لأنه إنما ( يقصد ) بكلمة الإسلام عصمته من القتل والأسر وضرب ( الجزية ) ، وصيانة ماله وعرضه ، فالإعجاب راجع إلى حكم دنيوي لأن المراد به نفس التعجب . قوله تعالى : { وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ … } . دليل على أن العقل في القلب . قيل لابن عرفة : وهذا من الكذب على الله . وقد ذكر ابن التلمساني فيه قولين : قيل إنه كفر ، وقيل لا ؟ قال ابن عرفة : إنّما الخلاف في الكذب على الله في الأحكام كقوله : أَحَلّ الله كذا وحرم كذا وأما قول القائل أي الحالف لقد كان كذا والله يعلم أنّي لصادق ، فهو يمين غموس وليس من ذلك القبيل وعلق التعجب بالقول ليفيد التعجّب من كلامه من باب أحرى . قوله تعالى : { وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ } . إنما كان مُلدّا لحلفه على الباطل وتأكيده الحلف يعلم أنه تعالى أنه حق .