Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 238-238)
Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { حَافِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَاتِ … } . إن قلت : ما وجه مناسبتها مع أن ما قبلها في شأن الزوجات ؟ قلنا : الجواب عنه بأمرين : إما بأنّه تنبيه الأزواج أن لا يشتغلوا بأمور زوجاتهم عن الصلوات ، وإما بأن بعضهم كان لا يراعي ( المناسبة ولا يشتغل ) بها . قال ابن عرفة : إنما قال " حَافِظُوا " ولم يقل : احفظوا ، إشارة إلى تأكدها ( وتكرر ) الأمر بها من وجهين : أحدهما : أن " حَافِظُوا " مفاعلة لا تكون إلاّ من اثنين مثل : قاتلت زيدا ، ووقوعها هنا من الجانبين مستحيل ، فيتعين صرف ذلك إلى تكرر ( الأمر ) بوقوعه وتأكده . الثاني : إنّ لفظه يقتضي الاستيلاء والإحاطة فهو إشارة إلى تعميم الإحاطة بالصلوات دون ترك شيء ( منها ) وتخصيص الصّلاة الوسطى منها بالذكر : إما لورودها على النّاس في زمن شغلهم أو في زمن راحتهم ونومهم أو لكونهم من بقية الصلوات التي كانت مفروضة على الأمم المتقدمة وهو من عطف الخاص على العام . قوله تعالى : { وَقُومُواْ لِلَّهِ قَانِتِينَ } . فسره ابن عطية بالقيام الحسي حقيقة قال : ومعناه في صلاتهم فسره بعضهم بالقيام المعنوي وهو الجد في الطلب والطاعة فيتناول ركوع الصلوات وسجودها مثل : " قمت بالأمر " .