Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 2-2)
Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ذَلِكَ ٱلْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ } أورد الزمخشري هنا سؤالا قال : الإشارة بذلك للبعيد وهو هنا قريب . وأجاب بأن المراد القرب المعنوي . قال ابن عرفة : السؤال غير وارد لأنه أجاب في غير هذا الموضع في قوله تعالى { فَذَٰلِكُنَّ ٱلَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ } وفي قوله تعالى : { عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ } لأن الإشارة بلفظ ( البعيد ) للقريب على سبيل التَّعظيم وهو معنى ( يذكره ) البيانيون . قال : وعبر عنه باسم الإشارة دون ضمير الغيبة تنبيها على أنه كالمحسوس المشار إليه فهو دليل على عظمته في النفوس . وقوله تعالى : لاَ رَيْبَ فِيهِ : إما خبر في هذا معنى النهي وإما خبر على بابه والمراد إما نفي وقوع ذلك حقيقة . فيكون عاما مخصوصا بمن ارتاب فيه ، أو المراد لا ينبغي فيه ريب أي ليس بأهل لأن يرتاب فيه ( أحد ) . قال : ومن الناس من يقف على ( لاَ رَيْبَ ) وكان بعضهم يتعقبه بأن فيه شبه تهيئة العامل للعمل وقطعه عنه ، ومنهم من وقف على { لاَ رَيْبَ فِيهِ } ( وعادتهم بأنهم يصوّبونه بأنه يبتدئ ) بقوله تعالى : هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ، ( فجعله ) خبر مبتدأ مضمر ، أي هو هدى فيكون القرآن كله ( هُدى ) أي هو نفس الهدى ، فهو أبلغ ممن جعل الهدى فيه . فإن قلت : أخر المجرور هنا وقدمه في قوله : { لاَ فِيهَا غَوْلٌ } { وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ } ( فالجواب ) أن المراد نفي الرّيب بالإطلاق . فيتناول جميع الكتب من التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، فليس نفي الريب خاصا بالقرآن فقط بل هو ( عام ) بخلاف ما لو قيل لا ( فيه ريب ) ، ( لأوهم ) خصوص النفي به وبخلاف : { وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ } فإنّ الغشاوة خاصة بأبصارهم دون أبصار المؤمنين .