Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 37-37)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فَتَلَقَّىٰ ءَادَمُ … } . معطوف على قلنا : والفاء للتعقيب أي ( يعقب ) إن قلنا له ذلك تلقّى فهي إشارة إلى سرعة إلهام الله تعالى له المبادرة بالتوبة . قال ابن عطية : تلقاها إما بإقباله عليها أو إلهامه إليها . قال ابن عرفة : والإلهام إما حضور ذلك ( بباله ) من ( غير ) تكلّف نظر أو علمه بها بعد تكلّف النّظر . قال : والتفعل يقتضي إمّا ( تكلف ) الفعل بمشقة وإما للتَّناهِي إلى أعلى درجاته وهو هنا يحتمل الأمرين وتقدم المجرور للتشريف . وقرأ ابن كثير : " آدَمَ " بالنّصب " وكَلِمَاتٌ " بالرفع . قال ابن عرفة : قراءة الجماعة بالرّفع ظاهرة لأنه هو فاعل التلقي ( فكلفه ) التلقي والقصد إليه و ( إمعان ) النظر ( فيه ظاهر ) ، وأمّا قراءة ابن كثير فتقتضي أن آدم عليه السلام أتاه التلقي هجما من غير نظر ، فيمكن ( فهمه ) على أنه أتته أَوَائِل درجات النظر بالبديهة لأن المعقولات فرع المحسوسات ، فأول درجات النظر مدرك معلوم بالبديهة لا يفتقر إلى تقدم شيء قبله ( لئلا ) يلزم عليه التسلسل ، وتنكير " كلمات " للتشريف والتعظيم كما قال الزمخشري في قوله تعالى : { وَٱلْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ } وقال : نكّرت لأنّها معيّنات معلومات فرد عليه / بمنافاة التنكير للتعيين . وأجيب بأنها لشرفها وعظمها صارت معلومات في الذهن فلم تحتج إلى تعريف وكذلك هنا . قوله تعالى : { إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } تنبيه على أن توبته ( لا تخص آدم ) بل توبته ورحمته عامة .