Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 60-60)
Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَإِذِ ٱسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ … } أخذ منه الإمام المازري جواز استسقاء المخصب للمجدب لأن موسى عليه الصلاة والسلام لم ينله من الاحتياج وقد استسقى لهم . ورده ابن عرفة بأنه نبي مرسل إليهم وهو معهم فليس مثل هذا . قوله تعالى : { فَٱنفَجَرَتْ … } أجاز الزمخشري أن تكون الفاء جواب شرط مقدر أي فإن ضربت فقد ( انفجرت ) . ورده أبو حيان بأن الشرط لا يحذف ، وإن سلم ( فيلزمه ) فساد المعنى والتركيب لأن الشرط وجوابه مستقبلان " وانفجرت " ماض لفظا ومعنى ( إذ لا تدخل الفاء على الماضي إلا إذا كان دعاء أو ماضيا لفظا ومعنى ) ولأنه المفهوم من الآية . ( وأجاب المختصر ) بأنّ " اضرب " أمر مُضَمَّنٌ معنى الشرط فليس فيه حذف ، ومنع فساد المعنى والتركيب بأنه كقوله تعالى : { وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ } قال فجوابه محذوف أي فإن كذبوك فاصبر لأنه كذبت رسل من قبلك . وإن ضربت فسّر أو لم ينكر ونحوه ، فإنه قد انفجرت ، أي أردنا وحكمنا أنها انفجرت . قال ابن عرفة : وقد يقال إن يكذبوك ( فعل ) ماضٍ وعبر عنه بالمستقبل لأجل ( التصديق ) فهو حكاية مستقبل مضى ، أي كان مستقبلا فصار ماضيا ، ولا سيما أنهم حين نزول الآية كان التكذيب قد وقع منهم لأنها ليست من أول ما نزل وكذلك قوله تعالى : { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ } قالوا : أنزلت في غزوة بدر ، وقد كان ذلك واقعا قبلها . ويمكن أن يكون معنى ( تلك ) الآية وأن يدوموا على تكذيبك ولا يزال الشرط مستقبلا ، وقول الصفاقسي : أنَّ " اضرب " مضمن معنى الشرط . قال الزمخشري : جعل الفاء جواب الشرط ( مقدر ) لأنها جواب شرط مفهوم من الأمر فلم يتوارد على محل واحد .