Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 62-62)
Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلأَخِرِ … } بدل من { ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ } و ( مَا ) عطف عليه فجيء فيه استعمال اللفظ ( الواحد ) في حقيقته ومجازه ، لأن المؤمنين ( حصّلوا ) الإيمان ، فقوله : { مَنْ ءَامَنَ } مجاز في حقهم ، عبّر به المداومة على الإيمان ( وإيمان اليهود والنصارى والصّابئين إن شاء فهو حقيقة . ويمكن أن يراد بالجميع المداومة على الإيمان ) ، لأن النصارى إذا داموا على الإيمان بملة نبيهم يؤمنون ( بمحمد ) صلى الله عليه وسلم لأن ( من ) ملة نبيهم عليه السلام الإيمان بملة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وإن لم يؤمنوا به فلم يؤمنوا بملّتهم ( قط ) انتهى . قوله تعالى : { وَعَمِلَ صَالِحاً … } . قال ( ابن عرفة ) : أي فيمن لم ( تخترمه ) المنية . قوله تعالى : { فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ … } . هذا ثواب ( تفضلى ) سماه أجرا إشعارا بتأكده حتى كأنه واجب كأجرة الأجير على عمله . قوله تعالى : { وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } . عبر عن الخوف بالاسم ، وعن الحزن بالفعل ، لأن الخوف يتعلق بالمستقبل ، والحزن بالماضي ، وتذكر الإنسان للأمر المستقبل وتألمه منه وخوفه أشد من تألمه من الماضي يعرض له التناسي إذا بعد أمره ، والمستقبل يشتدّ ( الخوف ) منه متى قرب أمره ، ويتزايد أمره ويتأكد ثبوته في النفس ، ففي كل واحد منهما على ما هو عليه . فإن قلت : هلا كان بالفعل لأنّه ( يتجدد زيادة ) ؟ قلنا : التجديد تأكيد لثبوت الخوف ( في النفس ) ، وليس هو ( أمرا ) مغايرا للأول .