Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 63-63)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ … } قال ابن عرفة : الواو إما عاطفة ، والعامل فيه " اذْكُرُوا " المتقدم أو استئناف ( والعامل فيه " اذكروا " ) مقدر . ( والَّذي قرره المفسرون ) عند قول الله عز وجلّ : { خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ } . الآية . وقدر الفخر ابن الخطيب وجه مناسبتها لما قبلها ( بأنها ) نعمة . قال ابن عرفة : الصواب أنها وعظ ، لأن قبلها { ( إنَّ ) ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ } إلى آخره ، وهو وعظ ونعمة ( لجميع الملل ) . ولما كانت بنو إسرائيل أقرب الناس إلى الإيمان والاتباع لوجهين : إما لأن ملّتهم أقدم من ( ملة ) النّصارى ، وإما لأنهم كانوا أكثر أهل المدينة ، فإيمانهم سبب في إيمان غيرهم وتعنتهم ( وفرارهم ) سبب في امتناع غيرهم أكّد ذلك بإعادة الوعظ لهم بخصوصيتهم في هذه الآية ، ولذلك ( كررت ) قصّتهم في القرآن ( في ) غير ما سورة أكثر ( مما ) تكرر غيرها من القصص . وقوله تعالى : { مِيثَاقَكُمْ } إما أن يريد ميثاق آبائكم ، ( أو ) المراد المخاطبون ( الموحدون ) ( حين ) ما أنالوه ، والمراد الجميع لأن أخذ الميثاق كان على آبائهم ، وعلى من يأتي ( بعدهم ) من ذريتهم إلى قيام الساعة . وضعف الثاني بقوله : { وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ … } . وأجاب ابن عرفة : بأنّ المراد رفعنا فوق آبائكم وفوقكم . قال أبو حيان : حال من الطور . وضعف كونه حالا من الضمير في " رفعنا " لما يلزم عليه من إيهام كون الرافع في مكان . فإن ( قلت ) : الفوقية تستلزم الرفع ؟ قلنا : قد يكون إنسان فوق آخر بمقدار قامة فيقال ( رفعته ) عليه إذا علوت ( به ) عليه مقدار قامتين . قوله تعالى : { وَرَفَعْنَا … } . قال ابن عرفة : إما حال ، أي أخذنا ميثاقكم في هذه الحالة أو المراد أخذنا عليكم الميثاق فلم تقبلوا ، فرفعنا فوقكم الطور . كما قال المفسرون في سبب نزول الآية . قال ابن عطية : خلق الله وقت سجودهم الإيمان في قلوبهم ، لأنهم آمنوا كرها وقلوبهم غير مطمئنة . قال ابن عرفة : المذهب لاعتبار الإيمان الجبري ، ولذا يجبر الكفار على الإيمان ( ويقاتلون عليه ) بالسيف ، وإنّما ( تعتبر ) النية ( والإرادة ) في الثواب والقبول المرتب عليه ، وكما قالوا في الزكاة : إنها تؤخذ من أربابها جبرا . قال ابن عطية : الإيمان المتفق عليه الذي لا شبهة فيه ولا ريبة وليس قصده الإيمان المخرج من ( عهدة ) التكليف . ( ( قوله تعالى : { وَٱذْكُرُواْ مَا فِيهِ … } . ابن عطية : أي ( تدبروه ) ولا تنسوه ، وامتثلوا أوامره ( ووعيده ) ) ) . قال ابن عرفة : أو اذكروه لغيركم وعلموه له . قيل لابن عرفة : لا يناسب أن ( يعلل ) هذا بالتّقوى ، فإنه قد يكون المعلم غير متَّقٍ ( لله ) ؟ فقال : قد يكون ( تذكيره ) لغيره سببا في ( انزجاره هو ) ، وتذكيره في نفسه .