Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 64-64)
Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ثُمَّ تَوَلَّيْتُم … } ( ( قال ابن عرفة : " ثُمَّ " إما لبعدها ما بين منزلة ( الإيمان والكفر ) أو للمهلة حقيقة ) ) . قيل لابن عرفة : الحقيقة متعذرة / فإن " من " لابتداء الغاية ، وليس بين أول أزمنة البعدية وآخر أزمنة ( أخْذِ الميثاق ) تراخ بوجه ؟ قال ابن عرفة : الأولية مقولة بالتشكيك في أزمنة البعدية . قيل لابن عرفة : هذا يرجح أن المراد أخذنا ميثاق آبائكم لأن المخاطبين لما ( أسلموا ) لم يرتد منهم أحد ؟ فقال ابن عرفة : يفهم هذا كما يفْهم في قوله تعالى : { وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَوْلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَاتِ } لأنه لم يحصل لهم النور فقط ، لكن لما كانت أدلته والآثار التي هي سبب فيه سهلة مُتيسرة ( قريبة ) لفهمهم لا مشقة عليهم ( فيها ) فصاروا كأنهم حصل لهم الإيمان بالفعل لحصول ( أثره ) أي شرائطه وأسبابه ، ( فعدم ) إيمانهم كأنه ردّة وخروج من النور إلى الظلمات . قوله تعالى : { فَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ … } . قال ابن عرفة : هذا ليس بتكرار ، بل فضل الله راجع إلى قبول التّوبة ، ( ورحمته ) راجعة إلى نفس التوبة ، أو أنّ فضل الله راجع إلى الثواب والإنعام ، ورحمته أعم من ذلك ( تتناول ) رفع المؤلم فقط ، أو دفعه مع ( جلب ) الملائم ، فهو من عطف الأعم على الأخص .