Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 73-73)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فَقُلْنَا ٱضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا … } قال ابن عرفة : لم ( يتعنّتوا ) في هذا ولو مكن الله إبليس منهم لقالوا ( لموسى ) : عيّن لنا ذلك البعض ما هو ؟ وانظر قضية عمر ابن عبد العزيز مع الأمير . وأورد ( ابن عرفة هنا سؤالا قائلا : لمّا أمروا بذبح بقرة مطلقة انتصبوا للسؤال : على أي بقرة هي ، والأمر دائر بين أن يكون هذا منهم تعنتا أو استرشادا فإذا تقرر هذا فلأي شيء لم يسألوا هنا ما هو البعض الذي يضربون به ميتهم فيحيِيَ ؟ وأجيب : بأن تفاوت أفراد الجنس والصنف ثابت بخلاف أجزاء الكلّ من حيث هو كل . وأجيب أيضا بأنهم قادرون على أن يضربوا بكل بعض من أبعاض تلك البقرة حتى يوافقوا البعض المراد بخلاف الآخر فإنهم غير قادرين على ذبح جميع البقر كلها . قلت : وهذا قريب من الأول . قوله تعالى : { كَذَلِكَ يُحْيِ ٱللَّهُ ٱلْمَوْتَىٰ … } . أفرد الخطاب والمخاطبون جماعة : إما لقلة من يتأثر بهذه الآية ( منهم ) ، ثم جمعهم في قوله " وَيُرِيكُمْ " اعتبارا ( بظاهر ) الأمر ، وإما لأن المخاطب واحد بالنوع . واستقرأ الفخر الرازي من الآية فوائد كثيرة : منها أن الزيادة في خطاب نسخ له . ومنها أن النسخ قبل الفعل ( جائز وإن لم يجز ) قبل وقت الفعل وإمكانه لأدائه إلى ( البدء ) . وردّ ابن عرفة الأول بأنها زيادة على النص . والصحيح أنها ليست ( بنصّ ) خلافا لأبي حنيفة . وقال الطيبي : إنه من باب ( تقييد ) المطلق ، أو تخصيص العام ، لأن البقرة مطلقة .