Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 75-75)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ … } استفهام على ( سبيل ) الاستغراب فيتناول النّبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، ( أو على الإنكار فيتناول المؤمنين فقط ) . قوله تعالى : { يَسْمَعُونَ كَلاَمَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ … } . ( ابن عطية : قال ابن إسحاق : وهم السبعون الّذين سمعوا كلام الله مع موسى ، ثم بدلوه . ابن عطية ) : وهذا ضعيف وخطأ لأن فيها ( إذهابا ) لفضيلة موسى في اختصاصه ( بالتّكليم ) . قال ابن عرفة : بل هو مقرر للفضيلة لأنهم ( إنما ) سمعوا كلام الله بحضرته من أجله وعلى سبيل التّبعية له . وقيل : المراد سماعهم تلاوة التوراة والصحف من موسى ، وكونهم بدلوا فيها وغيّروا ، فالسماع الأول حقيقة وهذا شبه مجاز في المسموع لا في نفس السّماع ، لأن مسموعهم ليس هو كلام الله تعالى ، إنما هو كلام موسى عليه السلام ، ومدلوله كلام الله ، ونظيره سماعك كلام زيد من ناقل ( نقله عنه ) . قال الزمخشري : والمراد ( بالتحريف ) ما يتلونه من التوراة ، ثم يحرفونه كما حرفوا صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآية الرجم . قيل لابن عرفة : لم يبدلوا آية الرجم إنما وضع مدرّسهم يده عليها فقط ؟ فقال : المراد بالتحريف الكتم أو عدم العمل بمقتضاها . قيل لابن عرفة : إن الشيخ أبا علي ناصر الدين البجائي المشذالي كان يحتج بهذه الآية على إثبات العمل بالقياس ، وقرره بأنه سجل على هؤلاء بالكفر قياسا على أحبارهم ومن سلف ( منهم ) الذين شاهدوا الآيات البينات وسمعوا كلام الله إمّا مشافهة أو بواسطة ؟ فقال ابن عرفة : إنما فيها استحالة ثبوت المعنى وهو الإيمان لوجود المانع ( منه ) وهو أحبارهم ( يحدثونهم ) بتحريف من سلف ( منهم ) وكفرهم . واللام في قوله عز وجل { يُؤْمِنُواْ لَكُمْ } الأصوب ( أن تكون بمعنى " مع " ويبعد كونها ) للتعليل أي يؤمنوا لأجلكم لأن مفهومه حصول الإيمان منهم بسبب آخر غير المؤمنين .