Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 76-76)
Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ … } عبر بـ " إذا " مع أنهم يكرهون لقاء المؤمنين لوجهين : إما لعلم الله تعالى أنهم لا بد لهم من لقائهم ، وإما لأنّ النبي عليه السلام مأمور بتبليغ الوحي لهم ولغيرهم فلا بدّ ( لهم ) من لقائه ، وإنما قال { وَإِذَا لَقُواْ } ولم يقل وإذا أتوا ، إشارة إلى أن لقاءهم للمؤمنين إنما يكون فجأة غير مقصود ( ومن خبثهم أنّهم ) { قَالُوۤاْ ءَامَنَّا } من غير تأكيد نزّلوا أنفسهم منزلة البريء ( الغير متّهم ) ، ولم يذكروا بمن آمنوا حتى يبقى الكلام مطلقا يفهمه المخاطب على شيء ، ويقصد به المتكلم شيئا آخر . قوله تعالى : { قَالُوۤاْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ … } . قال ابن عرفة : هذا من رؤسائهم المنكرين عليهم قصور الإنكار والمناسب لحالهم المبالغة في الإنكار ( عليهم ) لأنهم ما أنكروا عليهم إلا التحدث الموجب للحاجة فمفهومه أنهم أباحوا ( لهم ) مطلق الحديث مع المؤمنين لكن يبقى النظر / هل اللام في " لِيُحَآجُّوكُم " تعليل للحديث أو للإنكار ؟ ( وهل ) اللام سابقة على الهمزة ، ( ثم ) دخلت الهمزة على الحديث لأجل ( المصاحبة ) فأنكرته بعلته أو الهمزة سابقة فدخل التعليل بعدها فكان علة الإنكار ؟ ( وهل ) قبل حديثهم لأجل ( المحاججة ) هو المنكر أو المراد أن الحديث في ( الإطلاق ) وأنكر ( خوف ) المحاجة به ؟ وجعل أبو حيان اللام في " لِيُحَآجُّوكُمْ " للصيرورة بناء عنده على أنه تعليل للتحدث وإذا جعلناها للإنكار ( تبقى ) اللام ( على بابها ) من التعليل الحقيقي ويكون الإنكار بليغا لا قصور فيه بوجه . قلت : ورده بعضهم بأنه على هذا يكون المعنى لا تحدثوهم بما فتح الله عليكم لئلا يحاجوكم به عند ربكم ، فيكون الرؤساء أقروا ( أن ) للمؤمنين عليهم حجة بذلك يوم القيامة ، وهم إنما غرضهم ( التمويه ) على العوام ، وتنفيرهم من الإيمان فكيف يقرون لهم بصحة هذا الدين ؟ وأعرب الطيبي " عِندَ رَبِّكُمْ " بدلا ( مما ) { فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ } لأنه هو . ورده ابن عرفة : إنما يكون ( هُوَ إن لَوْ ) قيل : ليحاجوكم . قوله تعالى : { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } . إما من كلام الله أو من ( قول ) المنكرين ، وعلى هذا حمله ابن عطية على العقل التكليفي فقال : العقل علوم ضرورية . قال ابن عرفة : والصواب أنه العقل النّافع أي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ من أجل هذا .