Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 78-78)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ … } قال ابن عطية : الأميون عامة اليهود وأتباعهم لا يطمع في إيمانهم . قال ابن عرفة : يؤخذ منه ذم التقليد لكن في الباطل ، ولا نزاع فيه . ابن عطية : وقيل : قوم ذهب كتابهم . وقيل : نصارى العرب . وعن عليّ هم المجوس . واستبعده ابن عرفة لأنهم لا كتاب لهم ، ( وقد ) جعلهم منهم . ووجهه ابن عطية : بأن الضمير في " مِنْهُم " على هذا يرجع للكفار أجمعين ( لا أنه ) خاص بأهل الكتاب . قال أبو حيان : والاستثناء منفصل . قال الطيبي : يعلمون ( بمعنى ) يعرفون . ولا يصح أن تكون " أَمَانِيَّ " مفعولا ثانيا لها لأن عَلِمَ المتعدية إلى اثنين داخلة على المبتدأ والخبر والكتاب ليس هو الأماني بل غيرها . ورده ابن عرفة بأن ذلك إنما هو في الإثبات ، وأما في النفي فيجوز أن تقول : لا أعلم زيدا حمارا . قيل له : هذا الثاني مثبت ولا يجوز أن تقول : لا أعلم زيد إلا حمارا ؟ فقال : الأَمَانِي ( هنا ) في معنى النفي إذ ليس المراد إلا النفي المطلق . قال ابن عرفة : والأَمَانِيّ ، إمّا بمعنى التلاوة أي لا يعلمون معنى الكتاب بل يحفظون ألفاظه فقط ، وأنشدوا عليه قولا في عثمان : @ ( تمنّى ) كتاب الله أول ليله وآخره لاقى حمام المقاد @@ وإِمَّا معنى ( التمني ) أي أنهم يتمنون أن يكونوا يحفظونه ويعلمونه . قلت : وتقدم لنا في الختمة الأخرى أنه من تأكيد الذّم بما يشبه المدح كقوله : @ هو الكلب إلاّ أنّ فيه ملالة وسوء مراعاة وما ذاك في الكلب @@ وعكسه كقوله : @ ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب @@ قوله تعالى : { وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ } . ابن عطية : الظن على بابه ونقل عن الشيخ أبي علي ناصر الدين أنه معنى يَشُكونَ . وردّه ابن عرفة : بأن فروع الشريعة عندنا يكفي فيها الظنّ والأمور الاعتقادية لا بد فيها من العلم وهذا أمر اعتقادي فالظن ( فيه ) غير ( كاف ) فلذلك سجل ( عليهم بوصف الظنّ ) دون الاتصاف بالعلم فلا يحتاج إلى جعله بمعنى الشك .