Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 80-80)
Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ ٱللَّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ عَهْدَهُ … } قال الزمخشري : الفاء جواب شرط مقدر أي أن اتخذتم عند الله عهدا . قال ابن عرفة : لا يحتاج إلى هذا لأنَّ ( الثاني ) ملزوم للأول ، فاتخاذ ( العهد ) ملزوم للوفاء به فيصح عطفه عليه ، ودخل ( العهد ) الإنكار على الفعل وما عطف عليه فهو كالنفي سواء ينفي الفعل وما عطف عليه . وكذا قال الطيبي : إن كلام الزمخشري هنا مبني على أن { فَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ } كلام مستأنف ولو كان عنده معطوفا على { أَتَّخَذْتُمْ } لما احتاج إلى تقدير شيء . قال ابن عرفة : وكان ( يظهر ) لنا أنه يخرج لنا من الآية أن النّافي للدعوة مطالب بالدليل على ذلك ( لأنه ) أنكر عليهم قولهم { لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ } قال : ( وكان ) ابن عبد السلام يجيب عنه بأنهم ادعوا أمرا مشتملا على نفي وإثبات فطولبوا بالدليل على طرف الإثبات . ورد بأن من ادعى ما يوافقه الخصم عليه لا يحتاج إلى دليل ، ونحن نوافقهم على مس النار لهم أيّاما ونخالفهم في طرف النفي . وأجيب عنه بأن الإنكار في طرف النفي لكنه نفي ما قد حصل وتقرر ثبوته لأنهم وافقوا على مسّ النار إياهم أربعين يوما . ومن ادعى على رجل حقا فأقرّ به ، وقال : دفعته ، يطالب بالدليل على براءته منه . قال ابن عرفة : الكلام معهم في مدة النفي لا في مدة الإقرار . وأجيب أيضا بأنّ هذا النّفي يستلزم ثبوتا ، لأنه ليس هناك إلا جنة أو نار ، فإذا نفوا عنهم النار فقد / ادعوا أنهم في الجنّة ، فقال : إنما علمنا الجنة أو النار بالشرع ، وكلامنا الآن في الدليل العقلي ، لأن الدليل العقلي اقتضى أنّ النافي لا يطالب بالدليل . فقيل له : بل ذلك أيضا معلوم من الشرع لحديث " البينة على من ادّعى واليمين على من أنكر " .