Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 91-91)
Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَآءَهُ … } إما معطوف على " قَالُواْ نُؤْمِنُ " فيكون جوابا لـِ " إذا " ، أي إِذَا قيل لهم : آمنوا بما أنزل الله يكفرون بما وراء كتابهم ، وإما حال مع أن المضارع لا يأتي حالا بالواو إلا قليلا ، لكنه هنا على إضمار المبتدإ أي وهم يكفرون بما وراءه . أخبر الله عن تناقضهم بأن إيمانهم بكتابهم يستلزم إيمانهم بما سواه من الكتب التي من جملتها القرآن ، وكفرهم بالقرآن يستلزم كفرهم بكتابهم المنزل عليهم ، لأنّ الكتب كلّها يصدق بعضها بعضا . قوله تعالى : { وَهُوَ ٱلْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ … } أبو حيان " مُصَدِّقاً " حال مؤكدة . قال ابن عرفة : بل هي مبنية ، لأن الحقّ قد يكون مصدقا لما معهم ، وقد لا يكون مصدقا ولا مكذبا ، لأن النّبي عليه الصلاة والسلام أتى بشرائع بعضها في كتابهم ، وبعضها ليس موجودا في كتابهم ( بوجه ) ، فكتابنا حق ( ومصدق لما في كتابهم ) ( بالنسبة إلى ما تكرر في الكتابين ) ، وليس بمصدق أو مكذب بالنسبة إلى ما زاد به على كتابهم ، وأما أنه مكذب فَلاَ لأن كلا الكتابين حق ، فليس من لوازم كون القرآن حقا يصدق ما معهم إنّما من لوازمه أنْ لا يكذبه لأن الحق لا يكذب الحق .