Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 92-92)
Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَلَقَدْ جَآءَكُم مُّوسَىٰ بِٱلْبَيِّنَاتِ … } إن قلت : لِم أقسم على مجِيئه لهم بالبينات ، وهم موافقون عليه . وإنما يتوهم مخالفتهم في اتخاذهم العجل فقط ؟ فهلاَ قيل : ولقد اتخذتم العجل من بعد ما جَاءكم موسى بالبينات ؟ فالجواب : أنه ظهرت عليه مخائل الإنكار لمجيئه لهم بالبيّنات بسبب اتخاذهم العجل ، فلذلك عطفه عليه ( بيانا لسببه ) الموجب للقسم . قال ابن عطية : البينات : التوراة ، والعصا ، وفرق البحر ، وغير ذلك من آيات موسى عليه الصّلاة والسلام . قال ابن عرفة : إن أراد بالبينات الظاهرة فظاهر ، وإن أراد المعجزات فليست التوراة منها ، لأنها غير معجزة وإنما الإعجاز بالقرآن فقط . فإن قلتم : إنّها معجزة باعتبار اشتمالها على الإخبار بالمغيبات . قلنا : الإعجاز فيها حينئذ ( ليس هو من حيث المجيء بها بل من حيث الإخبار بالمغيبات فقط ) . قال ابن عرفة : وذمهم أولا بكفرهم فيما يرجع إلى النّبوة بقوله : { قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبْلُ } ثم ذمهم بكفرهم فيما يرجع إلى الألوهية باتخاذهم العجل إلاها فهو ترق في الذم . قال : ومفعول " اتّخَذْتُمُ " محذوف أي العجل إلاها ، وحذفه مناسب ، لأنه مستكره مذموم ، فحذفه إذا دل السياق عليه أحسن من ذكره .