Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 94-94)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ عِندَ ٱللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ … } هذا ( إما ) أمر خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم لأن يقوله لهم ، أو أمر لكل واحد من المسلمين أن يقوله لهم ، لكنه لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذات ولعموم المؤمنين ( بالتّبع ) ، وهذا قياس ( شرطي استثنائي ) ( وفي ) قوله { وَلَوْ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ } قياس شرطي اقتراني ، وفي القرآن أيضا القياس الحملي . قال الزّمخشري : سبب نزول الآية أن قوما من اليهود والنصارى قالوا : { لَن يَدْخُلَ ٱلْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ } وقرره ابن عطية بأن اليهود قالوا : { نَحْنُ أَبْنَٰؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ } فقال لهم الله عز وجل ؛ { فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } فهو أحسن لكم . قال : إن الله منعهم من التمنّي وهذا على القول بالصرفة . قال ابن عرفة : ولا يبعد إيراد الأمرين في كلام ابن عطية ، ويكون على الأول خطابا لمن ليس كفره عنادا ، فلا يتمنى الموت لعلمه بكذبه في مقالته ، والصرفة لمن ليس كفره عنادا يريد أن يتمنى الموت فيصرفه الله عن ذلك التمني تعجيزا له . فإن قلت : هلا ترك ذكر خالصة فهو أخص وأبلغ ( لتناوله ) تعجيز من زعم منهم أن الدار الآخرة له ولغيره ؟ فالجواب : أنه جاء على حسب الدعوى : لأنهم قالوا : { لَن يَدْخُلَ ٱلْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ }