Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 95-95)
Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً … } وفي سورة الجمعة { وَلاَ يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً } - قال ابن عرفة ؛ إن كانا بمعنى واحد فلا سؤال . وإن كانت " لَن " أبلغ في النفي كما يقول الزمخشري : فلعل تلك الآية نزلت قبل هذه ، فلم تقتض المبالغة فجاءت هذه تأسيسا . قلت : قوله : " أبدا " دال على المبالغة ، فقال : قد قالوا في قول الله تعالى : { خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } إنه عبارة على طول الإقامة فقط ، وأجاب أبو جعفر بن الزبير بأن آية البقرة لما كانت جوابا لأمر أخروي مستقبل وليس في الحال إلاّ زعم مجرد ناسبه النفي بـ " لن " الموضوعة لنفي المستقبل لأن لَنْ يَفْعَلَ جواب سَيَفْعَل ، وآية الجمعة جواب لزعمهم أنهم أولياء الله من دون الناس ، وهو حكم دنيوي ووصف حالي ، فناسبه النفي بـ " لا " التي ينفى بها المستقبل والحال ، ولم ينف بـ " ما " الخاصة بالحال ، لأنهم أرادوا أنهم أولياء الله مستمرون على ذلك إلى آخر حياتهم ، فكذبوا بما ينفي ذلك .