Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 67-69)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله عز وجل : { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ … } الآية : في هذه الألفاظ إِيجازٌ وإِحالةٌ على ذِهْنِ السَّامع ؛ لأن العبرة في أنَّ الليل مُظْلِمٌ يُسكن فيه ، والنَّهار مُبْصِر يُتصرَّف فيه ، فذكر طرفاً من هذا وطرفاً من الجهة الثانية ، ودلَّ المذكوران على المتروكين . وقوله : { يَسْمَعُونَ } يريد : يوعون ، والضمير في { قَالُواْ } لكفَّارِ العرب ، ثم الآية بعدُ تعمُّ كلَّ من قال نحو هذا القول ؛ كالنَّصَارَى ، و { سُبْحَـٰنَهُ } معناه : « تنزيهاً له ، وبراءةً من ذلك » ؛ فسَّره بهذا النبيُّ صلى الله عليه وسلم . وقوله : { إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَا } « إِنْ » نافيةٌ ، والسلطانُ : الحُجَّة ، وكذلك معناه حيث تكرَّر في القرآن ، ثم وبَّخهم تعالى بقوله : { أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } . وقوله سبحانه : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ … } الآية : توعُّد لهم بأنهم لا يظفرون ببُغْيَة ، ولا يَبْقَوْن في نعمة ، إِذ هذه حالُ مَنْ يصير إِلى العذاب ، وإِنْ نُعِّمَ في دنياه يسيراً .