Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 11-15)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { قَالُواْ يَٰأَبَانَا مَـا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَـٰصِحُونَ … } الآية المتقدِّمة تقتضي أن أباهم قد كان عَلِمَ منهم إِرادتهم السُّوءَ في جهة يوسُفَ ، وهذه الآية تقتضِي أنهم علموا هُمْ منه بعلمه ذلك ، وقرأ أبو عامر وابنُ عمرو : « نَرْتَعْ ونَلْعَبْ » - بالنون فيهما وإِسكانِ العينِ والباءِ - ، و « نَرْتَع » ؛ على هذا : من الرُّتُوعِ ، وهي الإِقامة في الخِصْب والمَرعَى في أكْلٍ وشربٍ ، وقرأ ابن كثير : « نَرْتَعِ ونَلْعَبْ » - بالنونِ فيهما وكَسْرِ العين وإسكان الباء - ، وقد رُوِيَ عنه « ويَلْعَبْ » - بالياء - و « نَرْتَعَ » - على هذا : من رِعَاية الإِبَل . وقال مجاهد : من المُرَاعاة ، أي : يرعَى بعضُنا بعضاً ، ويحرسُه ، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي : « يرتَع وَيَلْعَبْ » بإِسناد ذلك كلِّه إِلى يوسف ، وقرأ نافع « يَرْتَعِ وَيَلْعَبْ » ، فـــ « يَرْتَعِ » ؛ على هذا : من رعاية الإِبل ، قال أبو علي : وقراءة ابنِ كثيرٍ « نَرْتَعَ » - بالنون - و « يَلْعَبْ » - بالياء - : منزعها حَسَنٌ ؛ لإِسناد النظر في المال ، والرعايةِ إِليهم ، واللعب إِلى يوسف لصباه ، ولعبُهُمْ هذا داخلٌ في اللعبِ المباحِ والمندوبِ كاللعب بالخيلِ والرمْي ؛ وعلَّلوا طلبه والخروجَ به بما يمكنُ أنْ يَستَهوِيَ يوسُفَ لصبَاه مِنَ الرتوعِ واللعِبِ والنَّشَاطِ ، وإِنما خافَ يعقُوبُ عليه السلام الذئبَ دون سواه ، وخصَّصه ؛ لأنه كَانَ الحيوانَ العَادِيَ المنبَثَّ في القُطْر ، ولصغَرِ يوسُفَ ، و { أَجْمَعُواْ } : معناه : عَزَموا . وقوله سبحانه : { وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ } يحتمل أن يكون الوحْيُ إِلى يوسُفُ حينئذٍ برسولٍ ، ويحتملُ أنْ يكون بإِلهامٍ أو بنومٍ ، وكلُّ ذلك قد قيل ، وقرأ الجمهور : « لَتُنَبِّئَنَّهُمُ » بالتاء من فوق . وقوله : { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } : قال ابن جُرَيْج : معناه : لا يشعُرُونَ وقْتَ التنبئةِ ؛ أنَّكَ يوسف ، وقال قتادة : لا يشعرُونَ بوَحْينا إِليك .