Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 7-10)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَـٰتٌ لِّلسَّائِلِينَ } ؛ إِذ كلُّ أحد ينبغي أنْ يسأل عن مثْلِ هذا القصص ، إِذ هي مَقَرُّ العبر وٱلاتعاظ ؛ وقولهم : { وَأَخُوهُ } : يريدون به « يَامينَ » ، وهو أصغر من يوسُفَ ، ويقال له : « بِنْيَامِينُ » قيلَ : وهو شقيقه ، { أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا } : أي : لصغرهما ومَوْتِ أُمهما ، وهذا مِنْ حُبِّ الصغير هي فطرةُ البَشَر ، وقولهم : { وَنَحْنُ عُصْبَةٌ } : أي : جماعة تضرُّ وتنفعُ ، وتحمِي وتخذل ، أي : لنا كَانَتْ تنبغي المحبَّة والمراعاةُ ، والعُصْبَة في اللغة : الجماعةُ ، وقولهم : { لَفِي ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ } ، أي : لفي انتلافٍ وخطإٍ في محبَّة يوسُفَ وأخيه ، وهذا هو معنى الضَّلال ، وإِنما يصغر قَدْرُهُ ، ويعظُم بحَسَبِ الشَّيء الذي فيه يَقَعُ الانتلافُ ، و { مُّبِينٍ } : معناه : ظاهر للمتأمِّل ، وقولهم : { أَوِ ٱطْرَحُوهُ أَرْضًا } : أي : بأرضٍ بعيدةٍ ؛ فـــ « أَرْضاً » مفعولٌ ثانٍ بإِسقاط حرف الجرِّ ، والضمير في « بعده » عائدٌ على يوسُفَ ، أو قتلِه ، أو طرحِهِ ، { وصَالِحِينَ } : قال مقاتل وغيره : إِنهم أرادوا صلاَحَ الحالِ عنْد أبيهم ، والقَائِلُ منهم : « لا تقتلوه » هو : « رُوبِيلُ » أسنُّهم ؛ قاله قتادة وابنُ إِسحاق ، وقيل : هو شَمْعُونٌ ؛ قاله مجاهد ، وهذا عطْفٌ منه على أخيه لا محالَةَ ؛ لما أراد اللَّه من إِنفاذ قضائه ، و « الغيابة » : ما غاب عنك ، و { ٱلْجُبِّ } البئر التي لم تُطْوَ ؛ لأنها جُبَّتْ من الأرض فقَطْ ، قال المَهْدَوِيُّ : والجُبُّ ؛ في اللغة : البئر المقطوعة التي لم تُطْوَ ، انتهى . والـــ { سَّيَّارَةِ } : جمعُ سَيَّارٍ ، وروي أن جماعةً من الأَعرابِ ٱلتقطَتْ يوسُفَ عليه السلام .