Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 25-29)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَٱسْتَبَقَا ٱلْبَابَ … } الآية : معناه : سَابَقَ كُلُّ واحدٍ منهما صاحبه إِلى البابِ ، هي لتردَّه إِلى نفسها ، وهو ليهرُبَ عنها ، فقبضَتْ في أعلى قميصِهِ ، فتخرَّق القميصُ عند طَوْقِهِ ، ونَزَلَ التخريقُ إِلى أسفلِ القميصِ ، قال البخاريُّ : { وَأَلْفَيَا } : أي : وَجَدَا ؛ { أَلْفَوْاْ آبَآءَهُمْ } [ الصافات : 69 ] وجدوهم . انتهى ، و « القَدُّ » : القطْع ، وأكثر ما يستعمل فيما كان طُولاً ، والقَطُّ : يستعمل فيما كان عَرْضاً ، و { أَلْفَيَا } : وجَدَا ، والسيِّد : الزوْج ؛ قاله زيد بن ثابتٍ ومجاهدٌ . وقوله سبحانه : { قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا … } الآية : قال نَوْفٌ الشاميُّ : كان يوسُفُ عليه السلام لم يُبِنْ على كشف القصَّة ، فلما بَغَتْ عليه ، غَضِبَ ، فقال الحقَّ ، فأخبر أنها هي راوَدَتْه عَنْ نفسه ، فرُوِيَ أن الشاهد كان ٱبْنَ عَمِّها ، قال : انظروا إِلى القميص ، وقال ابن عباس : كان رجلاً من خاصَّة الملك ؛ وقاله مجاهد وغيره ، والضمير في « رأَى » هو للعزيز ، وهو القائلُ : { إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ } ؛ قاله الطبريُّ ، وقيل : بل الشاهدُ ، قال ذلك ، ونَزَعَ بهذه الآية مَنْ يرى الحُكْم بالإِمارة من العلماء ؛ فإِنها معتمدهم ، و « يوسُفُ » في قوله : { يُوسُفُ أَعْرِضُ عَنْ هَـٰذَا } : منادًى ، قال ابن عباس : ناداه الشاهدُ ، وهو الرجلُ الذي كان مَعَ العزيزِ ، و { أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَا } : معناه : عن الكلامِ بِهِ ، أي : ٱكتمه ، ولا تتحدَّث به ، ثم رَجَعَ إِليها ، فقال : { وَٱسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ } ، أي : ٱستغفري زَوْجَكَ وسيِّدَكَ ، وقال : { مِنَ ٱلْخَـاطِئِينَ } ، ولم يقل « من الخاطئات » ؛ لأن الخاطئين أعمُّ .