Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 46-49)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله : { يُوسُفُ أَيُّهَا ٱلصِّدِّيقُ أَفْتِنَا } : المعنى : فجاء الرسُولُ ، وهو الساقِي ، إِلى يوسُفَ ، فقال له : يوسُفُ أيها الصديق ، وسمَّاه صِدِّيقاً من حيث كانَ جَرَّب صَدقه في غَيْرِ ما شَيْءٍ ، وهو بناء مبالغة مِنَ الصِّدْق ، ثم قال له : { أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَٰتٍ } ، أي : فيمَنْ رأَى في المنامِ سَبْعَ بقراتٍ . وقوله : { لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ } ، أي : تأويل هذه الرؤيا ، فيزولَ هَمُّ المَلِكِ لذلك ، وهَمُّ الناس ، وقيل : { لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ } مكانَتَك من العلْمِ ، وكُنُهَ فضلك ؛ فيكونَ ذلك سبباً لتخلُّصك و { دَأَبًا } : معناه : ملازمةً لعادَتِكم في الزِّراعة . وقوله : { فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ } : إِشارة برَأْي نافعٍ ؛ بحسب طعامِ مِصْرَ وحِنْطَتِهَا التي لا تبقَى عامين بوجْهٍ إِلا بحيلةِ إِبقائها في السُّنْبُلِ ، والمعنَى : ٱتركوا الزرْعَ في السُّنبُلِ إِلا ما لا غِنَى عنه للأكْلِ فيجتمع الطَّعام هكذا ، ويتركَّب ويؤكَل الأَقْدَمُ فالأقدم ، وروي أنَّ يوسُفَ عليه السلام لَمَّا خَرَجَ وَوَصَفَ هذا الترتيبَ للمَلِكِ ، وأعجبه أمره ، قال له المَلِكُ : قَدْ أسْنَدتُّ إِليك تولِّيَ هذا الأمْرِ في الأطْعِمَةِ هذه السنينَ المُقْبِلَة ، فكان هذا أوَّلَ ما وَلِيَ يوسُفُ ، و { تُحْصِنُونَ } معناه : تحرزون وتخزنون ؛ قاله ابن عباس ، وهو مأخوذٌ من الحِصْنِ ، وهو الحِرْز والمَلْجَأُ ؛ ومنه : تحصُّن النساءِ ؛ لأنه بمعنى التحرُّز . وقوله : { يُغَاثُ ٱلنَّاسُ } : جائز أنْ يكون من الغَيث ، وهو قول ابن عبَّاس ، وجمهور المفسِّرين ، أي : يُمْطَرُون ، وجائزٌ أنْ يكون من أغاثهم اللَّهُ : إِذا فَرَّجَ عنهم ؛ ومنه الغَوْث ، وهو الفَرَجُ ، { وَفِيهِ يَعْصِرُونَ } : قال جمهور المفسِّرين : هي من عَصْر النباتاتِ ، كالزيتون ، والعَنَبِ ، والقَصَبِ ، والسِّمْسِمِ ، والفِجْلِ ، ومِصْرُ بَلَدُ عَصْرٍ لأشياء كثيرة .