Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 68-69)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم } ، روي أنه لَمَّا ودَّعوا أباهم ، قال لهم : بَلِّغوا مَلِكَ مِصْر سَلاَمِي ، وقولُوا له : إِنَّ أَبانا يصلِّي عليك ، ويَدْعُو لك ، ويَشْكُر صنيعك مَعَنَا ، وفي كتاب أبي مَنْصُورٍ المهرانيِّ أنه خاطَبَه بكتابٍ قُرِىءَ على يوسف ، فبكَى . وقوله سبحانه : { مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا } : بمثابة قولهم : لم يكُنْ في ذلك دَفْعُ قَدَرِ اللَّه ، بل كان أرَباً ليعقُوبَ قضاه ، فالاستثناء ليس من الأولِ ، والحاجةُ هي أنْ يكون طَيِّب النفْس بدخولهم من أبواب متفرِّقة ؛ خَوْفَ العين ، ونظير هذا الفعْلِ " أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم سَدَّ كُوَّةً في قَبْرٍ بِحَجَرٍ ، وقال : " إِنَّ هَذَا لاَ يُغْنِي شَيْئاً ، ولكِنَّهُ تَطْيِيبٌ لِنَفْسِ الحَيِّ " ، ثم أثنى اللَّه عزَّ وجلَّ على يعقوب ؛ بأنه لُقِّنَ ما علَّمه اللَّه من هذا المَعْنى ، وأن أكثر الناس لَيْسَ كذلك ، وقال قتادة : معناه : لَعَامِلٌ بما علَّمناه ، وقال سفيان : من لا يعمل لاَ يَكُونُ عالماً . قال * ع * : وهذا لا يعطيه اللفْظُ ، أمَّا أنَّه صحيحٌ في نفسه يرجِّحه المعنى وما تقتضيه منزلةُ يعقُوبَ عليه السلام . وقوله : { إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ } قال ابنُ إِسحاق وغيره : أخبره بأنه أخوهُ حقيقةً ، وٱستكْتَمَهُ ، وقال له : لا تبال بكلِّ ما تراه من المَكْروه في تَحَيُّلي في أخْذِكَ منهم ، وكان يَامِينُ شقيقَ يُوسُفَ . وقوله : { فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } : يحتمل أنْ يشير إِلى ما عمله الإِخوة ، ويحتمل الإِشارة إِلى ما يعمله فتيانُ يُوسُفَ من أمْرِ السقاية ، ونحو ذلك ، و { تَبْتَئِسْ } : من البُؤْس ، أي : لا تَحْزَنْ ، ولا تَهْتَمَّ ، وهكذا عَبَّر المفسِّرون .