Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 19-25)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ ٱلْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ … } المعنى : أسواءٌ مَنْ هداه اللَّه ، فَعَلِمَ صدْقَ نبوَّتك ، وآمن بك ؛ كمن هو أعمَى البصيرةِ باقٍ على كُفْره ؛ روي أنَّ هذه الآية نزلَتْ في حمزةَ بْنِ عَبْدِ المطَّلب ، وأَبِي جَهْل ، وهي بَعْدَ هذا مثَالٌ في جميع العالم ، { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَـٰبِ } : « إِنما » ؛ في هذه الآية : حاصرة ، أي : إِنما يتذكَّر ، فيؤمن ويراقب اللَّه مَنْ له لُبٌّ ، ثم أخذ في وصفهم ، فقال : { ٱلَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ … } الآية : قال الثعلبيُّ : قال عبد اللَّهِ بنُ المبارَكِ : هذه ثمانِ خِلاَلٍ مسيِّرةٌ إِلى ثمانيةِ أبوابِ الجنةِ ، وقال أبو بَكْرٍ الوَرَّاقُ : هذه ثمانِ جُسُورٍ ، فمن أراد القربة مِنَ اللَّه عَبَرَهَا . انتهى . وباقي الآية ألفاظها واضحَة ، وأنوارها لِذَوِي البصائر لائحَةْ . { وَيَدْرَءُونَ } : يدفعون . قال الغَزَالِيُّ : لما ذَكَرَ هذه الآيةَ : والذي آثر غُرُورَ الدنيا على نعيمِ الآخرةِ ، فَلَيْسَ من ذوي الأَلْبَابِ ، ولذلك لا تَنْكَشِفُ له أَسْرارُ الكتاب ، انتهى . و { جَنَّـٰتُ } : بدل من { عُقْبَى } وتفسيرٌ لها ، و { عَدْنٍ } : هي مدينةُ الجَنَّة ووَسَطُها ، ومعناها : جنَّات الإِقامة ؛ مِنْ عَدَنَ في المَكَانِ ، إِذا أقام فيه طويلاً ، ومنه المَعَادِنُ ، و { جَنَّـٰتُ عَدْنٍ } : يقال : هي مَسْكن الأنبياءِ والشُّهَداء والعُلَماء فَقَطْ ؛ قاله عبد اللَّه بن عمرو بن العاص ، ويروَى أَنَّ لها خَمْسَةَ آلافِ باب ، وقوله : { وَمَن صَلَحَ } : أي : عمل صالحاً ، { وَالمَلَـٰئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلَـٰمٌ عَلَيْكُم } : أي : يقولون : سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ ، والمعنى : هذا بما صَبَرْتُم ، وباقي الآية واضحٌ . وقوله سبحانه : { وَٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ ٱللَّهِ … } الآية : هذه صفةُ حالٍ مضادَّةٍ للمتقدِّمةِ - نعوذ باللَّهِ من سَخَطه - .