Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 26-29)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { ٱللَّهُ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ … } الآية : لما أخبر عَمَّن تقدَّم وصفه بأنَّ لهم اللعنةَ وسُوءَ الدار ، أنْحَى بعد ذلك على أغنيائهم ، وحقَّر شأنهم وشَأْنَ أموالهم ، المعنى : إِنَّ هذا كلَّه بمشيئة اللَّه يَهَبُ الكافرَ المالَ ؛ ليهلكه بِهِ ، ويَقْدِرُ على المؤمِنِ ؛ ليُعْظِمَ ذلك أَجْرَهُ وذُخْرَهُ . وقوله : { وَيَقْدِرُ } : من التَّقْدِيرِ المناقِضِ للبَسْط وَٱلاتساع . { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ … } الآية : رد على مقترحي الآيات من كفَّار قريشٍ ؛ كما تقدَّم . وقوله سبحانه : { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ ٱللَّهِ } : « الذين » : بدلٌ مِنْ « مَنْ » في قوله : { مَنْ أَنَابَ } ، وطمأنينة القلوبِ هي ٱلاستكانةُ والسرورُ بذكْر اللَّه ، والسكونُ به ، كمالاً به ، ورضاً بالثواب عليه ، وجودة اليقين ، ثم قال سبحانه : { أَلاَ بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ } : أي : لا بالآياتِ المُقْتَرحةِ التي ربَّما كُفِرَ بعدها ؛ فنزل العذاب ، « والذين » الثاني : مبتدأ ، وخبره { طُوبَىٰ } لَهُمْ . واختلف في معنى { طُوبَىٰ } ، فقال ابن عباس : { طُوبَىٰ } : اسمُ الجنَّةِ بالحَبَشِيَّةِ ، وقيل : { طُوبَىٰ } : اسم الجنَّة بالهِنْدِيَّة ، وقيل : { طُوبَىٰ } : اسم شجرة في الجنَّة ، وبهذا تواترتِ الأحاديثُ ؛ قال رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " طُوبَى ٱسْمُ شَجَرَةٍ في الجَنَّةِ يَسِيرُ الرَّاكِبُ المُجِدُّ في ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لاَ يَقْطَعُهَا … " الحديث . قال * ص * : { طُوبَىٰ } : « فُعْلَى » من الطِّيب ، والجمهور أنها مفردٌ مصْدَرٌ ؛ كـ « سُقْيَا وبُشْرَى » . قال الضَّحَّاك : ومعناها : غِبْطَةً لهم ، قال القُرطُبيُّ : والصحيحُ أنها شجرةٌ ؛ للحديث المرفوع . انتهى . * ت * : وروى الشيخُ الحافظ أبو بكْرٍ أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ ثابتِ بنِ الخَطِيبِ البَغْدَادِيُّ في « تاريخه » ، عن شيخه أبي نُعَيْمٍ الأَصبهانيِّ بسنده عن أبي سَعِيدٍ الخدريِّ ، عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنَّ رَجُلاً قَالَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، طُوبَى لِمَنْ رَآكَ وَآمَنَ بِك ! قَالَ : « طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي ، ثُمَّ طُوبَى ، ثُم طُوبَى ، ثُمَّ طُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي » ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا طُوبَى ؟ قَالَ : « شَجَرَةٌ فِي الجَنَّةِ مَسِيرَةَ مِائَةِ سَنَةٍ ، ثِيَابُ أَهْلِ الجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ أَكْمَامِهَا » " . انتهى من ترجمة « أحمد بن الحَسَن » .