Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 16-21)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي ٱلسَّمَاءِ بُرُوجًا } : « البروج » : المنازلُ ، واحدها بُرْج ، وسمي بذلك لظهوره ؛ ومنه تَبَرُّج المرأة : ظهورُها وبدوُّها ، و « حِفْظ السماء » : هو بالرجمِ بالشُّهُب ؛ على ما تضمنته الأحاديثُ الصِّحاح ، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ الشَّيَاطِينَ تَقْرُبُ مِنَ السَّمَاءِ أَفْوَاجاً ، قَالَ : فَيَنْفَرِدُ المَارِدُ مُنْها ، فَيَعْلُو فَيَسْمَعُ ، فَيُرْمَى بالشِّهَابِ ، فَيَقُولُ لأَصْحَابِه : إِنَّهُ مِنَ الأَمْرِ كَذَا وَكَذَا ، فَيَزِيدُ الشَّيَاطِينُ فِي ذَلِكَ ، وَيُلْقُونَ إِلَى الكَهَنَةِ ، فَيَزِيدُونَ مَعَ الكَلِمَةِ مِائَةً وَنَحْوَ هَذَا … " الحديث : « وإِلاَّ » : بمعنى : « لكِنْ » ، ويظهر أن ٱلاستثناء من الحِفْظِ ، وقال محمَّد بن يحيى عن أبيه : { إِلاَّ مَنِ ٱسْتَرَقَ ٱلسَّمْعَ } ، فإِنها لم تُحْفَظْ منه . وقوله : { مَّوْزُونٍ } : قال الجمهور : معناه : مقدَّر محرَّر بقصدٍ وإِرادةٍ ، فالوزن على هذا : مستعارٌ . وقال ابنُ زَيْد : المراد ما يُوزَنُ حقيقةً ؛ كالذهب والفضة وغَيْرِ ذلك مما يُوزَن ، والـــ { مَعَـٰيِشَ } : جمع مَعِيشَة ، وقوله : { وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَٰزِقِينَ } : يحتمل أن يكون عطْفاً على { مَعَـٰيِشَ } ؛ كأن اللَّه تعالى عدَّد النعم في المعايِشِ ، وهي ما يؤكل ويُلْبَسُ ، ثم عدَّد النعم في الحيوانِ والعَبِيدِ وغيرِ ذلك ممَّا ينتفعُ به النَّاسُ ، وليس علَيْهم رِزْقُهُمْ . وقوله تعالى : { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ } . قال ابن جُرَيْج : هو المطر خاصَّة . قال * ع * : وينبغي أنْ يكون أعمَّ من هذا في كثيرٍ من المخلوقات .